خط النهاية



مع تساقط أوراق الخريف ، وآخر ورقةٍ سقطت بهدوء ، كانت تتمايل يمنة ويسره ، وكانها أُرجوحة طفل صغير ، إلى أن لاصقت سطح الأرض ، معلنةً وفاة هذه الورقة للأبد، رغم أن الشجرة لازالت واقفة ، لكن سقوط هذه الورقة وجميع الأوراق قبلها إنما هو من تكيف هذه الشجرة استعداداً لفصل الشتاء ، رياح وأعاصير باردة بدلاً من نسمات الليل في الصيف وأوائل الخريف، حل الشتاء وطال الليل وأصبح للنوم مذاق آخر، وبدأ الناس جميعاً يحللون الطقس والجو وكم أن شتاء عامنا هذا أبرد من الذي قبله، كما كنا نقول في العام الفائت والذي قبله والذي قبله، ورحم الله من كان معنا ولم يبق الا ذكره، و هذه الأيام والسنين تمضي وهي من أعمارنا وما أشبه اليوم بالبارحة.

في كل يوم نقترب من خط النهاية والذي لا يمكن لأحدٍ رؤيته ولا التنبؤ بمكانه أو زمانه، ونسأل الله حسن الخاتمة.

الحياة الدنيا هي ممرنا للآخرة وفيها ما زرعنا لأنفسنا من عمل ، ولله درّه من اغتنمها في طاعة الله الحياة قصيرة ولا تحتمل منا القلق على الغد والإنشغال بكثرة التحصيل في الدنيا، وتعريض الفتى نفسه للضغوطات والملامة، والمستقبل لازال أمامه، في زمان نسأل الله السلامه، لذلك؛ لا تجامل أحداً على حساب نفسك، لا تتصنع لترضيَ الآخرين، ولا تلبس ثوباً ليس لك أو ثوباً لك ولا تراه مناسباً لك، كن حكيماً وتصرف بمنطقٍ ولا تندم ، أحسن الظن بالله ثم أحسنه بالخلق وعش برقي، لترى حقائق لم تكن تراها من قبل، وتدرك أنك أنت “أنت” ولست من تريد أن يرونه الناس ، اغمر حياتك بالإيمان، وأعلم أن الدهر يومان ، فيوم لك ويوم عليك، وفي كلا اليومين اتق شر من أحسنت اليه ، ولا تعجب إذا سقطت الأقنعة وتعرت الوجوه ، فالوجه الحقيقي أحياناً قد يكون أجمل من القناع ، ولذلك فأنا أول من يسقط قناعه، ولن أعيش إلا كما أنا وذلك عن قناعه .