مروج أحلامنا
بقلم الأستاذة : فاطمة روزي
لقد عشتُ في زمنٍ ليس بزماني والمكان ليس مكاني، لم يُمهلني الزمان ولا المكان فرحلتُ عن القرون الهالكة، ثم جمعتُ كل الأزمنة على مشاعلٍ من نور لتضئ لي عتمة ديجور الأيام، طويتُ كل الأماكن المهترئة بقبضةٍ محكمةٍ لتكون على حافة الهاوية، لتزيل عني ستائر تجاعيد السنين الرثة، تدفن رفات شحوب عتيقة مسجونة، وتخلع وصبَ عمرٍ عجاف .
فأتيتُ طائعةً حاملةً معي قلبي يتدفق بترياق الحياة الوليدة، لتكون شهيق غنوة القدر الجميل المنثورة على جيدي، تسري بعزفٍ أصيل في دماء وريدي، ثم زرعتُ من الضحكات ألحاناً نترنم بها أنا وأنتَ ونتراقص على ايقاعاتها، لنحيا قروناً طروبة لا يُنكث لنا فيها عهداً، لتصير سفن المودة أشرعة الإحترام وجدائل الألفة لنا مهداً .
حينها إرتديتك خريفاً منمنماً ببذور عشقٍ حمراء، لتذبل بداخلي طقوسك العجيبة التي لا أعلم عن مداها، فتسقط حبات شهدك كاللؤلؤ بأصقاعي فتذوب، ثم ننمو معاً في ربيعي الزاهي، لتتفتح بتلات روحي على أعتاب ثغرك الثمل، شكراً للرب الذي سكب بين يدي هبةً حينما أتى بكَ إليَّ فأصبحتَ بيرق أجمل أقداري، غداً تصبح مروج أحلامنا قناديلاً تشبه الشمس الساطعة فتشرق على محيّاك الوضّاء، فنستيقظ على طيور الفرح المرفرفة وسيمفونية الراحة الهادئة، ونمتطي صهوة الأحضان السرمدية، نتشبثُ برداء فصول الحُبّ وأنغامه الدافئة ..
ومضة :
غداً تتحقق الأمنيات .. تتعالى الضحكات .. ويبقى الماضي مجرد حكايات ..