“من أين استمد قيمتي” ..



الإعلامي و الكاتب | أ . عادل النايف

تأكد أنك أعظم مخلوق خلقه الخالق عزوجل و أكرمه و أنعم عليك بنعم كثيرة ، هناك خصائص بيولوجية يشترك الانسان و الحيوان بها ، وهي الحسية ، كالبصر و السمع ولكن من عظمة الخالق أن الإنسان ينفرد بعقله القادر على إدراك تلك المفاهيم من حوله و كشف المجهول .

ونعلم جميعًا أن الله عزوجل خلق الحيوان لخدمة الإنسان ..
من الفطرة أن يكون للإنسان قيمة ، ولكن لاتجعل قيمتك في مال قد و هبه الله لك و هو قادر على أخذه مرة أخرى و من خلاله ترى أنك أفضل من غيرك .

ولا تجعل قيمتك في ثناء الناس عليك ، ولا تجعل قيمتك في سيارة فارهه ركبتها ، و لا تجعل قيمتك في مركز وظيفي ، و من أحقر و أوضع هذه الروابط ، أن تجعل قيمتك متعلقه بمن يشاهدك في السوشيال ميديا “وسائل التواصل الاجتماعي”.

يجب عليك أن تعرف مصدر تلك القيمة ، بعد ذلك تبدأ بالعلاج ، تشخيص المشكلة من أوائل خطوات العلاج .

ليست هذه قيمة الإنسان الحقيقية ، بل الإنسان العاقل هو الذي يعلم و يدرك و الإدراك قبل المعرفة أن كل هذه الأشياء ليست قيمة ، بل روابط ، و روابط مؤقته .

أتعلم ماهي المشكلة ؟

حينما تكون قيمتك بيد غيرك ، بمعنى أن تكون سعادتك و حزنك و حياتك بالكامل يديرها غيرك بتلك الروابط التي جعلت منها قيمة لك ، هنا نقول بدأ الاضطراب النفسي ، والخلل العظيم ، عند هذا الحد تحتاج للعلاج و كما ذكرت من قبل تحديد المشكلة من أوائل خطوات العلاج .

من أجمل الأشياء تقدير الذات ، بمعنى أن يكون لك قدرًا عند نفسك ، و هو المفهوم الذاتي ، و الايمان بالقيمة الذاتية و الايمان بالقدرات الشخصية ، و عليك أن تراقب الله في كل أمر و فعل ، اجعل الحبل ممدودًا دومًا بينك و بين الله .

علينا أن نضع الأمور في موازينها و نرتقي دائمًا و نحلق بذاتنا عنان السماء ، ليس بالكبر بل بذلك الرُقي و الاحترام و الادراك و المعرفة و نخاطب الناس بعقولنا الذي أكرمنا الله بها عن سائر مخلوقاته .

(استمد قيمتي من ذاتي) بمعنى قيمتي عند الخالق وليست عند المخلوق ، لماذا أبحث عنها عند المخلوق إذًا !؟
أقصد بذلك لاتجعل قيمتك بيدي غيرك بتلك الروابط ، بل قيمتك بداخلك ، عندما تفقد رابط من تلك الروابط سوف تحزن و تفقد توازنك .

ثق بنفسك و اجعل علاقتك بالخالق دومًا قوية في قانون اللاتعلق : هو عدم التعلق بالأشياء ، بمعنى كل ماقل تعلقك بالأشياء و الناس تكسب السلام الداخلي و عندما تكون محافظ على توازنك الداخلي تجد الاستقرار و الراحة .

الأن نعود للعقل الذي أكرم الله الإنسان به عن سائر المخلوقات ، عندما تستخدم عقلك الاستخدام الصحيح و تحدد الصواب و الخطأ ، هنا تعرف و تفهم ما تقوم به .

من النعم أيضًا للإنسان “حرية الاختيار” ولكن ليست حرية مطلقة بالطبع ولا تلك الحرية التي تتعارض مع الإرادة الإلهية ولكنها ميزة حقيقية يتمتع بها الإنسان وحده ، إذًا قيمة الإنسان تتحدد بمدى استخدامه لعقلة و مدى تصرفه .

هل الناس متساوون في القيمة طالما أن الجميع يمتلك ذلك العقل ؟

بالطبع لا ، لأن الجميع لايستخدم عقله بالشكل الصحيح و المطلوب .

تأكد أن قيمتك ليست مرهونة بالناس أو الشكل الخارجي أوالأموال والشهادات و جميع ماذكرت بالسابق ، فقيمتك لا تنبع من خارجك ، بل تنبع من داخلك أنت.

وعندما تشهد هذه الحقيقة وتبصر قيمتك الحقيقية وتسعى في رحلتك لتحقيقها فلن يستطيع أحد أن يسرق منك نفسك ، وستتمكن حينها من الوصول للسلام الداخلي الدائم الذي يجعلك تعيش متوازنًا و على أفضل حال.