أذكياء بالفطرة



من أعظم نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين ، في بلد بُعث به أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم ، مع والدين مسلمين رحم الله موتاهم وأسكنهم فسيح جنانه وأمد الأحياء منهم بوافر الصحة والعافية،على أيديهم تعلمنا الإسلام وبفضل الله ثم بفضلهم نحن مسلمين ، على أرض دولتنا المباركة التي جعلت الدين الاسلامي شرعاً لها.

ديننا الإسلامي الحنيف جاء بحفظ الضروريات الخمس ،التي طالما كانت أغلب المحرمات إن لم تكن جميعها تؤدي إلى التأثير أو الإخلال بأحد هذه الضروريات. فنجد السرقة وأكل الربا مخلة بحفظ المال، والمخدرات مخلة بالعقل ، والزنا ومقدماته مخلة بالعرض، وكل مايعرض النفس للخطر نهي عنه حفظاً لهذه النفس التي هي هبة من الله وليس لنا مطلق التصرف بها والتعمد في إيذائها. وستجد كل محرم يصب بطريقة او بأخرى بهذه الضروريات وكل مخلٍ بها فهو مخل ٌبالدين الذي هو أول هذه الضروريات.

منظومة حفظ الضروريات الخمس لكل فرد ترتقي لتكون حفظا لضروريات المجتمع بل والعالم بأسره ليصبح عالماً ملائكياً لو طبقها الجنس البشري.

العقل وما أعظمها من نعمة تميز بها الجنس البشري وجعلنا هذا العقل ملزمين بالحساب بعد العمل ، رغم أن جميع مخلوقات الله طائعةٌ مسبحةٌ له آناء الليل وأطراف النهار ولكن دون جنةٍ أو نار ٍعدا نحن معشر الإنس والجن.

الدين والدنيا لا يقومان إلا بعقل راجح، وأهم أسباب فساد العقل أحد أمرين ، وأحدهما يصب في الآخر ، فأولهما البعد عن الله لعصيانه وعدم التزام أوامره ومن ذلك ترك الصلاة أو التهاون بها ، والإنغماس في الشهوات وملذات الدنيا، أما الآخر فهو إدمان المخدرات والمسكرات ، فمن بدأ بتناول المخدرات فقد فتح في عقله باباً للشيطان يتلاعب به كالدمية، فكم رأينا من راجح عقل كان يضرب به المثل يهذي ، وكم من بطل كان يشار اليه بالبنان لا يدرك مايفعل، بل ويفعل مالا يعقل، وعن حاله لا تسأل، فلا فلاح في دينٍ ولا دنيا، وكم من شاب في مقتبل العمر يقبع في غياهيب السجون، وآخر قد أصيب بالجنون، وذلك بسبب تلك النشوة الكاذبة.

أرى البعض حينما ينصح من آفة المخدرات لمدمنيها يبالغ في الوصف أو يخطئُ في الأسلوب فلا يقتنع المدمن، لأنه يرى فيها لذة وإلا لما استخدمها حتى أدمن، وأرى أن مخاطبة الناس بقدر عقولها هو الصحيح ، فالبداية تقليد والنهاية موجعه، والعاقل من اتعظ بغيره، وأخذنا بأيديهم ونصحهم ومساعدتهم على الإقلاع عنها فيه أجرٌ عظيم ، أعاذنا الله وإياكم وأعاذ فلذات أكبادنا هذا الداء الخطير .

يجب توعية فلذات الأكباد بأن هذا البلد محارب في أغلى ثرواته، وأنفس مايمتلك بلدنا ، ألا وهم شبابنا ذكورًا وإناثًا ، لبنة المستقبل والأذكياء بالفطرة، والقادرون على البناء والعطاء والإبتكار، ولو لم يكونوا كذلك لما سعى أعداؤنا لإستهدافهم، أبناؤنا الأبطال أمل المستقبل في ظل سلمان الحزم و أمير الشباب ، والذين سيصلون بنا إلى أول دولة بالعالم رقياً ووعياً وتطوراً ، وإن غداً لناظره قريب، مخترعين مبدعين ، جاعلين الله نصب أعينهم رافعين علم بلادهم وراية التوحيد الخضراء عالياً، بعيدًا عن براثن المخدرات ، بعقول نيّرة ، وليمت أعداءُ هذا الوطنِ وشبابِه غيظاً.