دراما ولكن ..
بقلم | نسيبه علَّاوي
لأصحاب القلوب الحساسة التي يؤثر بها الحزن عميقًا وتكتشف “أخيراً” أنَّ الأحزان التي التهمت عمرك حتىٰ آخر فرح كانت مبالغة من خيالك الموهوم.
كانت دراما أرادها العقل أن تكون محاكاة لحزنٍ أحببته ربما في روايةٍ قرأتها أو فيلمٍ شاهدته أو ربما هي واقعٌ لأحدهم أحببت فيه تفاصيل حزنه في حكاياته المرواة لك عنه.
نعم كان حزنك حقيقيا و لكنه تضخم و تبهر للحد الذي ضيعك معه، تكتشف أنه كان بالإمكان جدًا الإستدارة حول أحزانك و الإلتفاف عليها بسخرية و خفة .
كان بالإمكان الرقص على رمادها لا إشعاله التبرأ منها و الإنزلاق بذكاء و لكنك فضلت الثبات و التشرب منها حتى الإمتلاء.
ربما لم يكن خطأك فوجودك وسط دوامة الحزن و انجرافك رغمًا عنك لها يختلف تمامًا عن وقوفك على أطرافها .
تغتالك اللحظة و تُشلَّ تفكيرك فتغرق دون أن تدري و يلفك كل هذا السواد ببطئ ثقيل حتى الموت ،و لكن كان من المهم جدًا أن تنتبه لهذه العاصفة الآتية و أن تأخذ حذرك فأنت وحدكَ من سيدفع هذه الفاتورة الباهظة للدمار الذي لحق بك .
أنتَ فقط لم تُحب روحك لحدٍ كافٍ لحمايتها،ضحيت بها في سبيل عيش لحظات من النشوة الحزينة و التي امتدت عمرًا كاملًا و استهلكت روحًا كاملة.
الآن و بعد اكتشفت فداحة الخطأ عليك أن تتدارك ما بقي من أفراحك الآتية أن تتأمل اليوم الجديد و هو يمحي لُجَّة كاملة من حزن ليلة سابقة بفعل مضي الزمن و حتمية النسيان أن تراقب خيوط الشمس و هي تخترق ظلال الستار و تنفذ إلى قلبك شارعةً إياه على نوافذ من أمل ، أن تُدرك أنَّ ما من لحظة دائمة إلا إن سمحت أنت لها بالدوام ،إذن فلتكن لحظة السعادة هي تركيزك القادم اجعلها دائمة و احمها ما استطعتْ.