جامعي بلا خبرة ..



بقلم | فرحان الشلوي

قبل كل شي نُريد أن نعرّف الخبرة هي “مصطلح يستخدم للإشارة إلى الإلمام بمهارة أو مجال من المعارف المكتسبة على مدى أشهر أو سنوات من الممارسة العملية التطبيقية الفعلية لوظيفة محددة أو نشاط محدد لفترة زمنية معينة”.

حيث تعتبر الخبرة من الأمور الضرورية لأي عمل أو وظيفة جديدة ويتطلب من كل شخص الاستزادة بالخبرات المختلفة في مجال عمله أو حتى في خارج مجال عمله وفي مجالات متعددة للحصول على أكبر قدر من الخبرة الممكنة التي تؤهله لنيل الوظيفة التي يرغب في العمل بها.

في هذا المقال سأتطرق لمشكلة حالية لدى طلبة الجامعات السعودية في جميع التخصصات وتعتبر هذه المشكلة مشتركة ما بين الطلبة أنفسهم وما بين الجامعات ومناهجها التطبيقية، وتتشعب أطرافها ما بين الكليات والأقسام المختلفة في كل جامعة وما تحتويه من برامج علمية لتنمية الجانب التطبيقي لدى الطلبة.

عدد كبير جداً من طلبة الجامعات يتم تخريجهم سنوياً وهم لا يملكون أدنى خبرة عملية في تخصصهم على أقل تقدير الأمر الذي يجعلهم يجهلون بدهاليز العمل الفعلي حيث إنهم يقضون العديد من السنوات في الكليات الجامعية بالحصول على الجوانب النظرية البعيدة كُل البعد عن الجوانب العملية، فالعمل التطبيقي المباشر لأي مهنة يختلف كما هو معروف عن المناهج النظرية والتي من الممكن الاستفادة منها فقط في بعض أساسيات العمل.

فالجامعات شريكه في جزء من هذه المسؤولية وذلك بسبب عدم إضافة مناهج تطبيقية في صلب الخطة الدراسية والاكتفاء بفترة التدريب التعاوني فقط، وعلى الرغم من تواجد العديد من الأندية والبرامج اللاصفية في الجامعات إلا أنها تفتقر للتنشيط بشكل أفضل حيث إنها أصبحت حكراً على فئة معينة من الطلبة وليست متاحة للجميع بسبب ضعف الإمكانيات التشغيلية والفنية فيها بالإضافة لعدم علم الكثير من الطلاب عنها.

قصور الجامعات لا يعفي الطلبة من هذا الأمر فضعف وعيهم بأهمية حصولهم على الخبرات أثناء سير دراستهم الجامعية هي مسؤوليتهم الخاصة حيث من الضروري أن يتم الاهتمام من قِبلهم بتطوير جانبهم العملي حتى يكونوا على إطلاع بما ينتظرهم بعد التخرج من مصاعب ومخاطر وتحديات ، حيث أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود كما يتخيله البعض الذي يحرصون فقط على المقررات النظرية طيلة السنوات الدراسية مع إهمالهم للجانب الأهم (العملي) وتأتيهم الصدمة حينما يدخلون سوق العمل مهما كانت درجة معدله الدراسي.

في عصرنا الحالي عصر التكنولوجيا الحصول على الخبرة ليست بتلك الصعوبة التي تُخيّل لدى الطلبة حيث أصبحت الخيارات متاحة لكسب الخبرة كُلاً في مجال تخصصه ، فمجرد البحث سيتم العثور على العديد من الجهات المختلفة في جميع التخصصات فالجمعيات والشركات والمؤسسات وأيضاً الجهات الحكومية أصبحت تهتم بتدريب وتأهيل الكوادر الشابة للعمل بكل احترافية.

في الختام آمل من الجامعات أن تحرص بشكل أكبر على الجانب العملي التطبيقي في خططها الدراسية أو حتى في أنشطتها المختلفة الأخرى وتوعية الطلبة بأهمية هذا الجانب المهم جداً كما على الطلبة مسؤولية مضاعفة وذلك من خلال الاهتمام بالمشاركة في الأنشطة والبرامج سواءً داخل الجامعة أو خارجها.