البرتقالي العجيب !!



بقلم | نسيبه علَّاوي

أظن و الله أعلم أنَّ الإنارة البرتقالية للشوارع قد وُضعت لكي يرى الفضائيون كوكبنا و هو يُضيء من بعيد فيُعجبوا به و يمتدحوا وضوح مدنه و دقة تخطيط طرقها و شوارعها !!

و إلا ما تفسير اختيار هذا اللون  الكريه الجالب للكآبة لإنارة شوارعنا و مدننا ؟؟

و من الذي اختاره و بناءًا على ماذا ؟!

بصراحة كنتُ كلما خرجتُ للشوارع ليلًا انتابني إحساس غريب بضيق الصدر و الكثير من الكآبة ، و قد لاحظتُ أنَّ إنارة الطريق تؤثر في مزاجي و تقلبه رأسًا على عقب ،فلو كنتُ سعيدة و مشيتُ في طريق غرق بالبرتقالي الداكن فإني أغرق لا شعوريًا في مزاج برتقالي سيء و تهجم علي الكآبة من حيث لا أشعر و أروح سابحة في أفكار و تخيلات مقيتة، و لو كنتُ حزينة فذلك أدهى و أمرّ إذ تكون هذه الإنارة الجو المثالي لتكاثر الهموم و التعتيم على القلب و النظر على السواء .

ربما أنَّ الغالبية منكم لاحظ ذلك ، و قد عبر لي الكثيرون عن شعورهم السيء تجاه هذا اللون و رغبتهم في أن يتم تغييره ، و ما أجمله من شعور حين أسلك شوارع أًُنيرت بإضاءة بيضاء أو صفراء هادئة ..ففورًا ينتابني الإحساس بالسكينة و الراحة و لا أملُّ فعلًا من التجوال في هكذا إنارة ملهمة و تدعو للحبور .

أرجو أن يقرأ مقالي هذا مسؤول في البلدية -أو التخطيط مثلًا-فينقذ الناس من شِرك هذه الإضاءة المقيتة ، و يُهيء مدنهم للسكن و السكينة لا للبهرجة و الإذهال فالله عز وجل جعل الليل للسكينة و الهدوء ، و لنترك محاولة إثارة إعجاب الفضائيون بنا فلا بد أن لهم تطورًا ما يشغلهم عنا و لا بد أنَّ لنا ميزات أخرى ستعجبهم “كانفجارات الحروب مثلًا “، وقد رأيت بعض من الطرق قد تم فعلا استبدال إنارتها و هم مشكورين على هذه البداية الموفقة و أتمنى أن يستمروا به للأخير .