المصالحة الخليجية ..



بقلم | عبير الحارثي

(خليجنا واحد وشعبنا واحد).. الأغنية المفضَّلة لشعوب شبه الجزيرة العربية، حتى أصبح الناس في المنطقة يشعرون بأنهم واحد ومتقاربون نسباً وجوارًا، ولم يكن أحدٌ يشعر بالفرق بين بلده وأيٍّ من بلدان المنطقة، فحفاوة الاستقبال يجده عندما يسافر لأي دولة مجاورة.

حتى أتى يومٌ لم تتمناه الشعوب، حين نشب خلاف سياسي بين السعودية وحلفائها مع قطر؛ فحدث شقاقٌ كبير بين الأشقاء، ولم نعرف الكثير عن سبب الخلاف، وتم إغلاق الحدود والمنافذ بين الدول المُختلفة، واستمر الخلاف مدة ثلاث سنوات ونصف، سعت خلالها الكويت – مشكورة- سعيًا حثيثًا؛ لتقارب وتسدِّد، حتى تقترب وجهات النظر، ففي النهاية لا يوجد في الخصومة رابح.

وفي بداية عام 2021 م كان استقبال سمو الشيخ: تميم آل ثاني أمير دولة قطر في محافظة العُلا استقبالًا حارًّا من أخيه سمو ولي العهد الأمير: محمد بن سلمان آل سعود، وتم التوقيع على بيان العُلا، وإعلان فتح الأجواء البرية والجوية بين الدولتين، ومن ثم كان الصلح بين قطر وكلٍّ من الإمارات والبحرين ومصر، وعمَّت فرحة عارمة في الشارع الخليجي، وأثار ذلك تساؤلات المغرضين: من تنازل؟ ومن كسب؟ وماذا حدث في محافظة العُلا؟ ولا يهمنا هنا سوى رأب الصدع الخليجي العربي وتلاحم شعوب المنطقة؛ توحيدًا للصف لمواجهة التحديات المستمرة في المنطقة، وإعطاء الفرصة لقطر لأن تعود إلى الحضن الخليجي، أملًا في غد أفضل للجميع. فأهلاً بقطر من جديد في الحضن الخليجي.