نداءً خفيًا ..
بقلم : نسيبه علاَّوي
أحمل جثة ما بين يدي..
ما زال فيها نبض يصرخ..
هذه الوجوه التي أفرُّ إلىٰ خفتها من ثقلي تبدو ضاحكة مستبشرة..ثم تتماوج فيها الملامح فتغدو مُقترة عليها غبرة ، أُلجم أفواهي المتوجعة و أُجبرها علىٰ التخلي عن حقوقها..أبسط حق هو البوح..و لكن لمن؟!
قلبي يتوجس خيفة من انقلابات النفوس..من ضمر الغدر ..و نكث العهد، لا أتيقن من اعوجاجات الشفاه ألأسفل هي أم لأعلى ؟! أم تراها تسخر بانزواء حاد؟!و ماذا خلف هذا الزجاج هناك؟!أهي عيون ؟! أم دوامة قادمةٌ للإنقضاض؟! أم هي زجاج من وراء زجاج ؟!
ألمح طيبة..و بعض شفقة ممزوجة بلا مبالاة تجعلني أكبح نصف البوح و أبتلعه..تاركة نصفه الآخر ينزف في آذان لا تفقهه فهو أبتر !!
الجثة تعوي بين يدي من جديد..و أذني تسيل كشمعة قدرها أن تذوب .
أخيرًا جذبتني بقعة أرضية موصولة بالسماء..نداءٌ خفيٌّ أجثاني..هتف أن:”اسجد و اقترب” نظرتُ إلى يدي .. كانت الجثة قد اختفت.