حُبٌّ مشروط ..
بقلم | عبير الحارثي
الحُبُّ من أصدق المشاعر، وأيًّا كان الشخص أبًا أو أمًّا أو أختًا أو أخًا أو زوجًا… فليس له وطن يحكمه ولا حاكم غير القلب، فيحدد له من يريد، ولا ينتظر المقابل، فيحبك بعيوبك قبل مميزاتك وبضعفك قبل قوتك وبسقطاتك قبل نهوضك.
والحب شعورٌ صادق ينبع فتُزهر قلوبٌ أخرى ترتوي به، وكأنه نهر جارٍ أبدي لا يمل من العطاء، وغايته الكبرى رؤية من يحب في أحسن حال. وأصدق المحبين من يراك في كل مكان أو في شئ يتعلق بك، فيقف للحظات وكأنه معك، فيبتسم ويعيش السعادة اللحظية، وإذا بالخيال يشارك لعل الوصل وإن غاب أن يحل محله، ويذكر حتى يحن ولا ينسى أيًّا من التفاصيل الدقيقة التي عاشها معك.
وللعرب قصص وحكايا في الحب، كقصة عنترة وعبلة والتاريخ مليءٌ بالكثير من القصص العفيفة، نرى من خلالها مكانة الحب في الإسلام؛ وقد ورد في حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه”.
وما نراه الآن من بعض الفئات من تمجيد لأعياد الحب وتقليد للكفار متوهمين أنه دليل التحضر تجعلنا نطرح تساؤلات: هل الحب متعلق بيوم معين أو سنة بعينها؟!! وهل رأينا غير مسلمين احتفوا بأعيادنا كما يصنع البعض منا من احتفاء بأعياد رأس السنة والميلاد والحب؟!!
أرجوكم لا تشوهوا شعورًا فطريًّا وساميًا بتقليد أحمق تتعاقبه الأجيال وكأنه أصيلٌ لدينا، ولا تروِّجوا لتلك الأعياد، ولدينا نحن المسلمين الحب في كل وقت وحين متجدد بمشاعر دافئة حية وليس بتقليد من هو محروم وينتظر يومًا في السنة ليمجد فيه الحب.