منتصف الطرقات ..
بقلم | بشاير الروقي
قارئي وقارئتي الأعزاء بعد التحية وطول الغياب ها أنا أعود لأكتب بعد انقطاع منتصف الطرقات .
في طرقات الحياة الكثيرة والمزدحمة بالمواقف والأحداث قد نعبر بطريق ما حتى نصل إلى منتصفه أو حتى نوشك على نهايته فيحدث مالم يكن بالحسبان فتتغير الوجهات ، لا نعود للوراء ولا ننظر للخلف أبداً ولا حتى نأخذ منعطفات نفس الطريق لا أقصد ذلك أبداً .
أعني تغيير الوجهة بالكلية من مسار إلى مسار ٍ مغاير له تماماً .
أكتب الحرف الحزين وأسطر الجمل والكلمات البائسة المخذولة لتجد قارئاً يشاطرها الحزن وربما تحكي هي بالنيابة ما عجز هو عن قوله وتفسيره ، هذا الحزن الذي لا طالما لازم حرفي وشعري وكلماتي وحتى قلمي حتى أنه أصبح من الصعب عليه كتابة الفرح وعباراته .
أعترف ثقيلة هي عليه لم يعتاد عليها .
في منتصف الطرقات ترف عيني … يرقص قلبي … تبتهج روحي … يطرب سمعي ، فترة تمر ليست كالفترات يعلن حزني فيها الاستسلام ورفع الراية البيضاء ليأذن لي بالعيش ولو لمدة جعلها هو محدودة حتى يعود إليّ ملهوفاً مشتاق معتذراً عن بعده وذلك الانقطاع .
اسأله إنك تعود باكراً لم يمض ذلك الوقت الطويل على مغيبك ليجيبني عيناك خُلقت من أجلي فكيف لي أن أتأخر أو لا أعود وليردف بكل عنفوان وقوة أنت لست مخيرة بي بل مجبرة وكفاك بذلك رداً .
هكذا هي منتصف الطرقات حتى الحزن في منتصف سيره في طرقات حياتك قد يعقد معك هدنة سلام ويعلن الاستسلام لتطير فرحاً وتعيش شغف البدايات الجميل ، حتى يمر بك ذلك المسمى بالاعتياد ثم الفتور ثم الفجوات و رتابات الشعور شيئاً فشيئاً فيعود الحزن لاقتحامك وكأنك لم تعش شيئاً مما سبق قوله …لتنتهي تلك الهدنة و يأخذ بيدك إلى تلك الوجهة التي بلا إرادة أو مسبق تفكير أو حتى موعد قررت تغييرها لتكمل معه الطريق .