جنيف.. ملاذ في ربوع الألب
قليلة هي المدن التي تمتلك مقوّمات مدينة جنيف، إحدى أجمل مدن العالم الحديثة، وهي منتجع للاستجمام والراحة وسط الطبيعة الخلابة، خاصة عند مشارف جبال الألب الجميلة، لذلك فهي تستحق لقبها عن جدارة… «ملاذ في ربوع الألب».
في جنيف يمتزج القديم بالحديث فقد تجد بناءً من القرون الوسطى وبجانبه بناء شيّد في القرن العشرين، وتجد فيها القصور الفارهة لكبار المشاهير والملوك في العالم تطل على بحيرة جنيف، والبيوت الريفية الجميلة في ضواحيها، فهي بحق مدينة المتناقضات. واقترن اسم المدينة التي تستضيف مقر الأمم المتحدة ومكتب العمل الدولي ومركز الصليب الأحمر بالكثير من العهود والمواثيق الدولية وأشهرها معاهدة جنيف لأسرى الحرب.
تتمتّع هذه المدينة بموقع استراتيجي على سفوح الجبال، لذلك فهي الوجهة المثالية التي توفر العديد من الخيارات للزوار سواء أراد الزائر تجربة مفعمة بالحيوية والنشاط في المدينة، أو كان من هواة التزلج على المنحدرات، أو أراد الاستفادة من كل الأنشطة التي تقدّمها هذه المدينة الخلابة.
لن يصعب على الزائر الوصول من جنيف إلى منتجعات التزلّج المشهورة مثل كورشوفيل وميجيف وزيرمات وشاموني وغشتاد، فهي لا تبعد سوى مسافة قصيرة عن المدينة. وسيجد هناك كل أشكال المنحدرات التي تلائم جميع مستويات الخبرة.
يضفي فصل الشتاء لمسة قلّ نظيرها على مدينة جنيف حيث يمكن ممارسة أنشطة رائعة في أماكن مسقوفة خلال الشتاء. كما يستطيع الزائر أن يشارك في جولة خاصّة للتعرّف على تاريخ البلد في صناعة الساعات الفاخرة، والذي يعود إلى 500 عام. ولعشّاق الشوكولاته هناك حصّة من المتعة عندما يزورون مصنع الشوكولاته ويكتشفون أسرار إعداد الشوكولاته السويسرية الشهيرة.
وتوفر المدينة تجارب مذهلة في الهواء الطلق عندما يتساقط الثلج. التزحلق على المزلجة هو غيض من فيض الخيارات المتوفرة في جنيف، حيث سيجد الضيوف ملاذهم في موقع يشبه منتجع تزلّج، ويستمتعون بالتزلج على المنحدرات من دون أن يغادروا وسط المدينة. ولا يمكن للزائر أن يضيّع فرصة زيارة نافورة جنيف التي تُعتبر أحد المعالم الشهيرة في المدينة، إذ تقذف المياه حتى ارتفاع 140 متراً من بحيرة جنيف. ثمّ التجول سيراً على الأقدام حتى ساعة الزهور التي تتمتع بعقرب ثوانٍ بطول 2.5 متر وأكثر ما يميّزها هي الزهور والشجيرات التي تزيّنها، فهي تتعدّى 6500 نوع وتتغيّر بحسب الفصول.
التاريخ
في عام 50 ق.م. تقريباً أقام الرومان مستعمرة حيث تقع جنيف الآن. وخلال العصور الوسطى، كانت جنيف مقر ملوك منطقة برغنديا. وفي القرن الحادي عشر الميلادي أصبحت جنيف مدينة محكومة محلياً للإمبراطورية الرومانية المقدسة. وخلال القرن السادس عشر الميلادي، وتحت قيادة كالفن، أصبحت جنيف مركزاً للبروتستانتية. وفي عام 1815م، انضمت مقاطعة جنيف لاتحاد الكانتونات السويسري الذي سميّ الاتحاد السويسري الكونفيدرالي.
التنقل
وللحديث عن وسائل التنقل ما بين مدن سويسرا وضواحي جنيف المختلفة، فالمواصلات العامة تعد من أسهلها وأكثرها راحة وأماناً في أوروبا، أما إذا كنت ممن يفضلون حرق بعض السعرات الحرارية أثناء التنقل، فأكشاك تأجير الدراجات الهوائية منتشرة في كل النواحي ويصعب اختصار سويسرا وسحرها في بعض الفقرات أو من خلال بعض الضواحي أو المدن.
التسوق
لا يمكن مغادرة جنيف دون شراء تذكارات تستحضر الذكريات السعيدة والممتعة. لذلك، تتوفر أمام الزائر باقة واسعة من المتاجر التي يمكن أن يختار منها قطعاً تذكارية، تذكّره بتجارب هذه الرحلة الرائعة أو يقدّمها هديّة لأصدقائه وعائلته. وفي شارع دو رون هناك وفرة من علامات الأزياء الفاخرة، وبوتيكات الساعات والمجوهرات الراقية. أما إذا أرد الزائر التسوّق في متاجر أنيقة ومستقلّة، فهناك البلدة القديمة التي تضع في متناوله متاجر تبيع الأزياء والمجوهرات المميزة، بالإضافة إلى متاجر للقطع الفنية والتي تقع جميعها وسط مطاعم رائعة ومواقع تاريخية خلّابة.
تضم مدينة جنيف العديد من المعالم التي يمكن زيارتها منها على سبيل المثال:
بحيرة جنيف
تعد بحيرة جنيف من أكبر البحيرات في أوروبا، ولمياهها طعم عذبٌ طبيعي متميز عن غيرها من البحيرات، وهي مرتبطة مع الوديان الرئيسية لجبال الألب، الأمر الذي جعلها واحدة من أهم الأماكن السياحية في المدينة.
الحديقة الإنجليزية
على الجانب الجنوبي من بحيرة جنيف تقع الحديقة الإنجليزية التي تشتهر بوجود ساعة الزهور بداخلها، واشتهرت هذه الحديقة أيضاً بوجود نصب وطني بداخلها لإحياء ذكرى دخول جنيف إلى الاتحاد السويسري في عام 1814.
متحف الفن والتاريخ
يعتبر هذا المتحف واحداً من ضمن أكبر وأشهر 3 متاحف في سويسرا، وهو متخصص في الفنون والتاريخ ويغطي مجالات الفنون التطبيقية والفنية الجميلة وعلم الآثار، مع مجموعة من الأسلحة، والكنوز الفنية اليونانية والرومانية، والآثار الشرق أوسطية وغيرها.
جزيرة روسو
سمّيت هذه الجزيرة نسبة للفيلسوف الجنيفي جان جاك روسو، وتشتهر بكونها الجزيرة الأكثر رومانسيّة في المنطقة، ففيها الهدوء والصفاء وتعدّ ملاذاً للطيور، مع التأكيد على جمال الطبيعة فيها.