اسباب «رائحة الفم» الكريهة في رمضان

د. غادة ابو القمصان
يعاني الكثير من الناس من رائحة الفم الكريهة وخاصة في أيام رمضان تظهر بازدياد هذه المشكلة, وبعضاً من يدرجها تحت الأمر الطبيعي للمرء الصائم أن تكون رائحة الفم لديه سيئة والبعض الآخر يعلم بأنها مشكلة ولكن يجهل حلها, لأنه بالطبع يجهل سببها .
ولرائحة الفم الكريهة العديد من الأسباب والأسباب, منها ما هو قائم على مشكلة في الفم فعليا ومنها ما هو قائم على مشكلة في الصحة الجسدية, ولذلك سأطرح في هذا المقال وبطريقة مختصرة الأسباب التي يمكن أن تكمن ورائها رائحة الفم الكريهة سواء أكان مصدرها من الفم أو غيره, وسنبدأ بالمصدر الفموي للروائح الكريهة:
أولاً: من أهم الأسباب التي يجهلها فئة من أفراد المجتمع لا بأس بهم, وتسبب لهم روائح للفم, هي عدم تفريش اللسان, فتفريش اللسان أمر لا يقل أهمية عن تفريش الأسنان, فالأسنان مع قلة تفريشها ينتج منها التسوس لكن اللسان , يبدأ بتكوين طبقة تعمل على افساد رائحة الفم, وتعمل على ظهور طعم في الفم, وتظهر عادة هذه الرائحة الكريهة عند الصيام, وذلك لأن اللعاب يقل منسوبه في الفم بسبب قلة المضغ مع الصيام, و تبدأ بذالك رائحة الفم تفسد طعم الفم وتعمل رائحة, ولذلك يجب أن نهتم بتفريش اللسان كاهتمامنا بتفريش الأسنان .
ويتوفر عدد من منتجات الفرش المخصصة للسان, وأيضا فرش للأسنان بوجهين أحدهما لتفريش اللسان والآخر لتفريش الأسنان.
ثانياً: التسوسات القديمة والعميقة, التي تشكل تجويف في السن أو الضرس وتعمل بذلك على بيئة مناسبة لتخزين الطعام وتعفنه, ولا يمكن بالتفريش والمضمضة ازالة ما علق فيها, و بذلك مع ركود البيئة الفموية في الصيام (أي قلة اللعاب كما ذكرت آنفاً) تظهر الرائحة الكريهة والطعم الغير مستساغ في الفم, ويتم حل هذه المشكلة فقط بزيارة طبيب الأسنان لعمل العلاج المناسب, من حشوة أو سحب عصب أو خلع, وذلك تباعا لكل حالة على حِدا, فلكل حالة وضعها.
ثالثاً: التهاب اللثة, من أكثر المشاكل شيوعا هو التهاب اللثة فلذلك كثيراً ما يتداول بيننا ادماء اللثة عند التفريش, أي نزول الدم, وبعض الأفراد عند تناول الأطعمة كالتفاح مثلاً, ولهذا الموضوع تشعبات كثيراً, ولكن في مقالنا هذا لن نتطرق سوا لالتهاب اللثة المسبب لرائحة الفم, فالتهاب اللثة الناتج من قلة الاهتمام في نظافة الفم, أو عدم الاهتمام مطلقاً في نظافة الفم, هذا الالتهاب لم يأتي سدى ولكن تخزن جزء غير مرئي من بواقي الأطعمة في جيب اللثة أي ما بين الأسنان وما بين اللثة, ومع مرور الوقت وقلة التنظيف بدأت بالتعفن و بدأت رائحة الفم تصبح كريهة إلى حد ما .
وايضا هناك بعض الالتهابات اللثوية يشعر برائحة الفم وكأنها رائحة الدم, وغيره وغيره, ولكن ان كانت المشكلة في رائحة الفم, هذا النوع من الالتهابات فحل هذه المشكلة يرتبط بتنظيف الفم أولاً وبشكل رئيسي, الاهتمام الشخصي بتنظيف الفم يومياً وتفريش الأسنان لا يقل عن 3 مرات في اليوم, و ثانياً تنظيف الفم بطريقة دورية عند طبيب الاسنان, أي كل ستة أشهر أو أربعة أشهر أو ثلاثة أشهر, وذلك وفقاً لسوء وحسن الحالة, وهذا ما يحدده الطبيب, وبذلك تقل الالتهابات وتقل الرائحة الكريهة.
ولكن إن كان سبب الالتهابات أمراض جهازية كمرض السكر, فمرض السكري يصاحبه التهاب في اللثة عن فئة من المرضى, فهذه حلها يكون هو التحكم بالمرض الذي نتج عنه التهاب اللثة, وكل هذه الأسباب والمشاكل لا يستطيع تحديدها سوا طبيب الأسنان عند عمل الفحص اللازم.
رابعاً: جفاف الفم المستمر وليس المؤقت, يعني أن بعض الأشخاص يعانوا من أمراض تعمل على تقليل مستوى اللعاب في الفم, مما يؤدي لوجود جفاف للفم بطريقة مستمرة خلال اليوم, حتى مع الأكل والشرب, وسواء كان الشهر الفضيل والصيام أو لا, فالصيام يزيد من منسوب الجفاف فلذلك تظهر رائحة الفم بشدة في هذه الحالة.
أخيراً هنالك بعض الالتهابات التي تسبب رائحة سيئة للفم ولكن ليس مصدرها الفم, مثل التهابات الجيوب الأنفية, التهابات الحلق, التهابات في المعدة, كل هذه الالتهابات تصاحبها رائحة كريهة في الفم, فليس دائما الرائحة الكريهة مصدرها الفم. لذلك على كل فرد يعاني من مشكلة رائحة الفم الكريهة ويستعصي عليه حلها, أن يراجع طبيب الأسنان كمرحلة أولى ليتم تشخيص حالته بطريقة صحيحة من قبل الطبيب, ومعالجة ما يمكن معالجته, ولكن في حالة تم معالجة كل أمر يمكن أن يكون المسبب للرائحة, فعلى المريض أن يراجع طبيب أنف وأذن وحنجرة وطبيب الباطنة كمرحلة ثانية, وحتماً ستتم معالجة هذه المشكلة.