معوقات التعليم الطارئ عن بعد أثناء أزمة كوفيد- 19 ..
بقلم | هنادي حسن المخرج
سعت قيادتنا الرشيدة إلى حماية المملكة العربية السعودية بمواطنيها والمقيمين على أرضها من خطر فيروس كوفيد- 19، حيث أصدر الملك سلمان – حفظه الله ورعاه- العديد من الإجراءات الاحترازية التي من شأنها الحد من انتشار هذا الفيروس، واتخاذ قرارات استثنائية وتدابير وقائية لحماية المواطنين، فنتج عنها تعطيل الحياة العامة، مع فرض حظر التجول، وتعليق الحضور إلى المدارس لفترة امتدت لشهور.
ومنذ الوهلة الأولى سارعت وزارة التعليم إلى نقل منظومة التعليم من التعليم داخل المدارس إلى التعليم عن بعد كحل طارئ وبديل عن التعليم الحضوري، وكأول تجربة للوزارة على مستوى الوطن، وسخرت كل الإمكانات والطاقات لأن يتمكن الطلاب من إكمال مسيرتهم التعليمية، وتحقيق عودة أمنه وصحية للطلاب في كافة المراحل ومنسوبي الوزارة من الهيئة التعليمية والإدارية، مما أدى إلى ظهور التحول الرقمي في التعليم عبر قنوات تعليمية متخصصة وتطبيقات الكترونية عبر الأجهزة اللوحية والذكية.
ومع بداية العام الدراسي 1442/ 2020 حرصت وزارة التعليم على استمرار عملية التعليم واستدامتها بشكل آمن للطلاب والمعلمين، فأطلقت “نظام إدارة تعلم إلكتروني، يضم العديد من الأدوات التعليمية الإلكترونية التي تدعم عمليات التعليم والتعلم، وتسهم في تحقيق الأهداف التعليمية للمناهج والمقررات.
كما تدعم تحقيق المهارات والقيم والمعارف للطلاب والطالبات لتتواءم مع المتطلبات الرقمية للحاضر والمستقبل” وهذا النظام عُرف بمسمى منصة مدرستي والذي تُقدّم فيه الدروس عبر الانترنت من خلال أداة الفصول الافتراضية بواسطة برنامج مايكروسوفت (تيمز)، ويتفاعل فيه المعلم مع طلابه ويناقشهم ويجيب على استفساراتهم، ويسند إليهم الواجبات والأنشطة الإلكترونية ويحفزهم على أدائها.
وقد اطلقت الوزارة حزمة من البرامج التدريبية على استخدام هذه المنصة، وتم اصدار الأدلة التفسيرية والإرشادية لمستخدمي المنصة، ولكن بالرغم من وجود هذه الخطط والمبادرات وانتشار الأدلة والبرامج التدريبية والتثقيفية بين منسوبي ومنسوبات التعليم، إلا أن توظيف التعليم الطارئ عن بعد واجه عدة تحديات وعقبات قد تعيق العملية التعليمية، وتتسبب في تعطيلها بشكل ينعكس سلبا على أداء كل من الطالب والمعلم، وهذه المعوقات تتعلق بعدة جوانب، قد تكون تقنية أو تتعلق بالمناهج والمقررات الدراسية أو ترتبط بالطالب أو المعلم. فما هي هذه المعوقات؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
معوقات التعليم الطارئ عن بعد :
يمكن ايجاز هذه المعوقات وتوضيحها من خلال التالي:
أولا: معوقات تتعلق بالطالب وتتضمن الجوانب التالية:
– كثرة أعداد الطلاب في الفصل الافتراضي قد تعيق سير الحصة عن بعد.
– صعوبة التواصل البصري مع الطلاب خلال مجريات الدرس.
– صعوبة متابعة وتقييم الطالب خلال الفصل الافتراضي بشكل فردي.
– عدم امتلاك الطالب لمهارات استخدام الحاسوب أو الأجهزة الذكية.
– ضعف دافعية التعلم عن بعد لدى الطالب.
– المحادثات الجانبية في نافذة الدردشات بين الطلاب قد تشتت الانتباه.
– اعتقاد الطالب أن التعليم عبر المنصة غير مجد.
– اعتقاد الطالب أن التعليم عبر المنصة يعد أمرا صعبا.
– تسرب الطالب خلال الحصة في الفصل الافتراضي دون استئذان المعلم.
ثانيا: معوقات تتعلق بالمعلم وتتضمن الجوانب التالية:
– كثرة الأعمال وزيادة العبء التدريسي على المعلم.
افتقار المعلم لبرامج تدريب أثناء الخدمة حول توظيف التعليم الالكتروني وأساليبه وطرق تدريسه المختلفة.
– افتقار المعلم لبرامج تدريب على منصة مدرستي.
– الجهد الكبير المبذول من المعلم في إعداد دروس المنصة.
– ضعف مهارات المعلم في استخدام الحاسوب والتقنيات الحديثة من برامج وغيرها.
-اتجاهات المعلم نحو التعليم عن بعد عبر المنصة قد تكون سلبية.
– قصور في تقديم التغذية الراجعة من قبل القائد حول أداء المعلم عبر المنصة.
– قصور في تقديم التغذية الراجعة من قبل المشرف التربوي حول أداء المعلم عبر المنصة.
– قد تستغرق دروس المنصة وقتا وجهدا كبيرا من المعلم.
ثالثا: معوقات تتعلق بالمناهج وتتضمن الجوانب التالية:
– طبيعة بنية بعض المقررات لا تتناسب مع التدريس عن بعد .
– خلو الكتب (كتاب الطالب/ دليل المعلم) من نماذج ارشادية توضح كيفية تدريس المحتوى عبر المنصات التعليمية.
– كثافة محتوى الكتب في الجوانب النظرية.
– سيطرة نهج التلقين على اللقاءات الالكترونية عبر المنصة.
– قلة عدد الأنشطة التي يُكلف بها الطالب خلال الفصل الافتراضي يحول دون تمكنه من فهم واستيعاب الدرس.
– قلة التطبيقات والبرامج التقنية الخاصة بأنشطة المقررات في مراحل التعليم المختلفة.
– اللغة الإنجليزية في التطبيقات والبرامج التقنية تقف عائقاً أمام استخدامها.
– ضآلة فرص التفاعل الصفي خلال الحصص في الفصل الافتراضي.
– قصور عملية التغذية الراجعة الفورية خلال اللقاءات الالكترونية.
رابعا: معوقات تتعلق بالبنية التحتية للتقنية وتتضمن الجوانب التالية:
– ضعف شبكات الانترنت يحول دون المشاركة الفاعلة خلال الدروس في الفصول الافتراضية.
– تكرار فصل شبكة الانترنت يعوق استمرار الحصة في الفصل الافتراضي.
– الأعطال الفنية والتقنية الطارئة على المنصة.
– قلة الموارد المطلوبة لدعم تدريس المقررات عبر منصة مدرستي.
– قصور في التجهيزات التقنية سواء في منزل الطالب أو المعلم.
– نقص أجهزة الحاسوب لدى أسرة الطالب.
– التكلفة المادية للأجهزة وشبكات الاتصال على الأسرة.
– القصور في مهارة استخدام برامج الحماية والأمان في الفضاء السيبراني.
كيف يمكن التغلب على معوقات التعليم الطارئ عن بعد؟
بعد استعراض هذه المعوقات، ما هي أنسب الطرق والأساليب للتغلب عليها؟
قد يكون من الصعب التغلب على جميع هذه المعوقات، ولكن يمكن التقليل من أثارها السلبية ومعالجة البعض منها، من خلال بعض الأساليب والطرق المقترحة التالية:
– نشر الوعي بين الطلاب والأسرة حول الاستخدام الأمثل لمنصات التعليم عن بعد.
– تفعيل دور الأسرة وإشراكها في عملية التعليم والتعلم وتعزيز دورها الفعال.
– تكثيف البرامج التدريبية النوعية حول أساليب وطرق التدريس والتقويم في التعليم الإلكتروني لكل منسوبي المدرسة من قائد ومعلم، وذوي العلاقة كالمشرف التربوي.
– إعادة النظر في المناهج والمقررات الدراسية بحيث تتناسب مع التحول الرقمي في عملية التدريس.
– تطوير طرق واستراتيجيات التدريس والتقويم المستخدمة في المنصات والفصول الافتراضية.
– الاستفادة من التطبيقات والبرمجيات المتوفرة على الأجهزة اللوحية والذكية في تبسيط المعلومات وتسهيلها.
التوظيف الأمثل للمواقع الداعمة للتعليم الطارئ عن بعد كقنوات عين التعليمية وموقعها الالكتروني.
– العمل على توفير تجهيزات وبنية تحتية تقنية تسهل وتساهم في دعم التعليم عن بعد عبر المنصات التعليمية.
– تفعيل دور الاعلام الجديد في توعية المجتمع المحلي حول هذه المعوقات لتقليصها والعمل على معالجتها بما يخدم العملية التعليمية ويحقق الأهداف المنشودة.