ابتهال ..
بقلم | نسيبه علَّاوي
قل للمعاني أن تُفصح .. فلا يكون للمآتم طعم الألم .. و لِيكُنْ للموت مذاق الوعود ،قل لإنهمارات المحن أن تُسكب في بحار من فرج ،و لرعود الأقدار أن تهبط سلامًا فلا تُفجِع و لا تُوجع.
إلهي و الرحمات تتنزل كغيثٍ رحيم، اغسل بها عذابات القلوب..دعها تتغلغل إلى شقوق النفوس فترتقها ،و إلى صرخات الأرواح فتهدهدها ، فقد جالت أرواحٌ بين الأكوان حائرة و سمع أنينها المجرات و اصطدمت لأجلها النيازك و لمعت النجمات.
إلهي و أنت الذي ألهمت الوجود كله تسبيحك ازرعه في القلوب حتى ينبت زهرًا على الشفاه،صبَّه في وريد الدماء يمشي بها بلا انتهاء فإنَّا لأجدر بتسبيحك من الشجر و الحجر لأنَّا لك راجعون و ليس لنا -مثلهم-من فناء ،ثم .. _و هذا الموت الذي يطوف بنا في اليوم سبعين مرة _اهدنا ..قبل أن يُجنَّ ليله الحالك علينا فننطفئ للأبد ..و سخرنا قبل أن تلتف ساقٌ بساق ،و تثقل ألسنتنا فلا تسمع لها همسا..طمئن تلك الأفئدة حين يزورها الموت الثقيل و ترجع إليك بأنها راضية مرضية .
إلهي و الظهور تنحني بثقل السنين ..أرسل لها جبرًا منك لتعتدل ..فربَّ نسمة من أقدارك خيرٌ من ألف عصًا و مُتكَّأ..
قل للأقدار أن تُحاك بالسلام ..و أن تتنزل كالبشائر على الرسل .نعوذ بنور وجهك أن يكون لنا من وراء الحجب صُحفٌ قد سطَّرتَ بها المحن و جفَّ حبرها ، ألهمنا دعاءًا أشبه باليقين يقارعها فيغلبها و تسبق عذابك رحمتك فتكون النجاة ..فتكون النجاة .