أختر مفرداتك
في لحظة الصمت، تشعر من أنت ، بينما وقت الحديث فأنت تعرب عن نفسك للآخرين، فكلامك وطريقة وصفك بل وحتى المواضيع التي تطرحها أو تعلق عليها تدل على مستوى فكرك وثقافتك وأدبك ، اختيار المفردات التي تنطق بها تشعر الآخرين بالبيئة التي تعيش فيها ، ومن ذلك نستطيع غالباً أن نعرف المتحدث وأين يعيش، وهذا أمر طبيعي .
تكمن المشكلة في إطلاق العنان للسان، فكبوتها ليست ككبوة الحصان، بل تدمي القلوب، وتجرح أنكى من جرح الرماح والسيوف، سواءً بقصد أو دون قصد.
أذكر نصيحة من صديق كان يقول لا تستعجل الرد ، أمنح نفسك عشر ثوانٍ قبل الرد ، ليصبح ردك ناضجاً موزوناً قد اخترت مفرداته بعناية.
إذا وجدت شخصاً قد اختلف تعامله معك فأسأله عن السبب، فلربما قد قلت له مالم تقصد، واعتذر، فالإعتذار من شيم الكبار، وماتواضع عبدٌ لله الا رفعه.
مع اقتراب عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات، وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل والصيام والقيام، فالعيد هو فرصة إصلاح العلاقات وإلقاء السلام دون وضع أي إعتبارات سوى طاعة الله سبحانه ،وتصفية النفوس ، وإثبات صفاء القلب حتى لمن نالتهم رماح ألسننا يوماً.