” 10 رمشات عين” ..



بقلم | حمدان الشمري

شر البلية ما يُضحك .. تطرقت معظم وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي قبل يومين فيديو أعطي هالة إعلامية مُفرطة أكبر من حجمها رغم أن مقطع المتداول لاتتجاوز  مدته 10 ثواني فقط وفترة انقطاع التيار الكهرائي بعرعر حينها لاتتجاوز 15دقيقة وفقاً لبيان توضيحي للشركة السعودية للكهرباء أوضحت من خلالة المدة الزمنية المحددة منذُ انقطاع التيار الكهربائي لحين عوته بالدقائق .

ولك أن تُقيّم مدة وقت المقطع الذي ظهرت من خلاله امرأة تنظم حركة السير المروري ، برأيكم هل هي كافية لمنطوق قاعدة بيانات تنظيم سير مروري…قطعاً لا .

إذاً استطيع أن أطلق على المقطع بكامل محتواه ومضمونه رغم ما حققه من زخم إعلامي على بعض الأصعدة -“زحف إعلامي ضرير ..ليس إلا دخلت ضمن أركان طياته نظرية خالف تُعرف.

ناهيك عن مجاملات زائفة أسهمت بسرعة انتشاره رغم أن مقطع الفيديو 10 ثواني مضمون محتواه من حيث المفاهيم الإعلامية غير مستوفية لشروط النشر لضبابية جوانب عدة مختفية تقلل من حدة الطرح الهادف والبناء الذي يخدم الجميع.

لكن على مايبدو إن من ألتقط مقطع الفيديو مُتقن جداً في مهارات فنون تأهب التصوير السريع ولديه خبرة واسعة وتحضير مُسبق جيد توافقت من خلاله لحظة أنطلاق السيارات التي كانت متوقفة عند الإشارة المعطلة مؤقتاً مع حركات إيماءات يدي المرأة التي كانت في زاوية مناسبة جداً بغرض تنظم السير بمعدل محتوى مقطع فيديو 10ثواني فقط
يعني تقريبًا معدل عدد 10 رمشات عين.

ليت كل من يحمل صفة إعلامي يكون على قدر كبير من تحمّل مسئولية أمانة رسالة الإعلام السامية إيصالها لأصحاب الشأن والمختصين بكل حرص وموضعية للمجتمع بصورة واضحة غير مظللة .

السؤال الذي يطرح نفسه من حيث المنطق، لماذا تناسوا أصحاب الرسالة السامية الإعلاميين ،صُلب الموضوع الأساسي ، ألاَ وهو (أين هم دوريات تنظيم حركة السير المرورية بعرعر من تنظيم سير مركبات المواطنين في ذلك التقاطع عندما أنقطع التيار الكهربائي المغذي لإشارة الضبط المروري الضوئية ) وهرولوا على وجه السرعة على مقطع فيديو 10 ثواني لايسمن ولايغني محتواه من جوع ،  وأن مايِثير الدهشة ويجلب الاستغراب لم يتطرق أي صحفي أو إعلامي رسمي أو ممن هم من فئات دخلاء الإعلام-أصفر ألون “اسنابي” إلى هذه النقطة الهامة

غياب دوريات المرور المتحركة والفوضى العارمة جراء اختناقات وازدحام مركبات المواطنين حال انقطاع التيار الكهربائي عن إشارة المرور الضوئية الواقعة بتقاطع ذات الطريق .

ختاماً أتوقع بعد أنتشار هذا المقطع هناك حالات ترقب وترصد تنتظر بشغف تعطل إشارات المرور بغرض التدخل السريع وتنظيم حركة السير المرورية، مع مراعاة أهمية وجود المصور مسبقاً … وكفى .