مناظرة بين قلبي وعقلي ..
بقلم | خلود السالمي
أجلس دائماً وأحتار مابين قلبي وعقلي فقلبي يريد، وعقلي يريد، ولكنني أعلم بأنّ الله يفعل ما يريد، عندما أمسكت قلمي وأبحرت به لكتابة مقالي استوقفني قلبي باعتراضه على ما أريد كتابته بأنه لا يناسبه، وأنا أحاول أن أقنعه بأنه مناسب، والغريب أنني أجد عقلي لا يريد الخضوع بما اكتبه .
وبدأ الصراع بين عاطفة قلبي وتفكير عقلي فكلٌ منهما له نظرته التي تخصّه ، وقرّرت أنْ أكتب وأنا بين رضاء قلبي وخضوع عقلي، وهذا ليس فقط فيما أكتب، بل أنّ هذا بالطبع ما نجده في حياتنا الاجتماعية والواقع الذي نعيشه، فنحن نعيش في هذه الحياة بين تضارب الطيبة والخبث .
فالطيبة هي الصفة المتجسدة للشخص الطيب الذي يسعى لإنتقاء الكلمات المناسبة للحديث مع الآخرين، فتجده يحترم حرمة المحبة والصداقة بكلّ معانيها، ويُعطي الكثير من وقته لإسعاد من حوله، فهو يراهم عملة نادرة في زمن القلوب المراوغة .
أمّا صفة الخبث للشخص الذي يتعامل مع الآخرين بالحيل وإستغلال مشاعرهم وأذيتهم والاستمتاع بها،وللأسف أنّ الواقع احتاز لهم لغايات مستهدفة .
ولأجل ذلك فإنّ الصراع بداخلي دائماً يجعلني واقعة بين قلبي وعاطفته وعقلي وخضوعه للسير والتماشي مع الواقع، ولنا الكثير من الصراعات بين قلوبنا وعقولنا في هذه الحياة، فقرّرت بأن أقف بين قلبي وعقلي وأتأمّل الآية الكريمة حينما قال تعالى ‘ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ‘فالعدل هو إتزان عقلي، والاحسان هو إتزان قلبي، ويجب أنْ نعمل سوياً على ابتغاء الله فعلا وقولاً، وتأكدوا أخيراً بأنّ ضيوفنا إنْ كانوا عقلاء فعلى المائدة ما يكفيهم، وإنْ لم يكونوا عقلاء فعلى المائدة أكثر مما يستحقون .
فالحياة ليست جوال تختصر قلبك وعقلك في شاشة صغيرة لأن هناك الكثير من التفاصيل في عالمك تستحق حضورك وانتباهك.
فلا تخجل من طيبه قلبك، وزينة عقلك لأنها ليست ضعفاً بـل قوة، فالجوهرة لا تخجل من شدة بريقها بل هي أفضل ميزة بها .