هذا أنا فمن أنت؟ ؟
بقلم | عبدالرحمن العمري
من ضمن معطيات الحياة تجدد المواقف اليومية، بل نحن في كل لحظة نعيش موقفاً، ولهذا تميز البشر بالقدرة على الاختيار، وبناءً على ذلك فهم ملزمون بالحساب وهم مسؤولون عن ما يبدر منهم.
مشاركة الأحداث والمواقف اليومية تعد أحد مميزات غالبية البشر، بل والبعض يشعر أنه أزال حملاً من على صدره حينما يخرج همومه ويشكوها للآخرين، ونسي(إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) مهما أبدع في الوصف ووصف الموقف أو وصف الحزن، أو وصف ساعة الفرح، فلن يشعر المستمع بما شعر المتحدث، فليس من رأى كمن سمع، والأدهى والأمر حينما يكون المستمع على درجة من الوقاحة فيقول (لو كنت مكانك لفعلت وفعلت)، ولا أدري هل كان سيفعل؟ ؟
لكل شخص ما يميزه من ناحية طريقة تصرفاته وردود أفعاله، فهنالك الحكيم – الحكمة هبة من الله – الذي فعله حكمة وصمته رحمة وغضبه نقمه، وتتوالى العقول والأفعال تباعاً لذلك، ولا ننسى أن هنالك الوازع الديني ومن ثمّ ظروف محيطة تتحكم بالمواقف وردود الأفعال ومنها الزمان والمكان، ومنها ظروف اجتماعية كاعتبار المكانة والقيمة الاجتماعية، ودناءة الآخرين، وربما اعتبارات محيطية كعلاقته بالآخرين، والكثير من المتغيرات التي لو وضعها كل شخص بحسبانه قبل الحكم على الطرف الأخر وردة فعله لكان أفضل.
أختم بأن الشكوى لغير الله مذلة، والحمد لله وتعظيمه في السراء والضراء هو ميزة المؤمنين، وأجمل رد لكل مستمع وقح، هذا أنا فمن أنت؟ ؟