حتى يأتيك اليقين ..



بقلم: نسيبة علَّاوي

الموت هو حتمية الحياة و النهاية المتوقعةو الغير متوقعة لكل قصة تمر على هذه الأرض ..فتعرف أنَّ ما بعد الثبات و النبات و تخليف الأولاد و البنات هو هادم اللذات و مفرِّق الجماعات ! و قد تأتيك النهايات في الحكايات غير متوقعة فقد ينتهي دور الحيوات فيها إلى الموت قبل أن تُستكمل الأدوار ،و تُقطم الشخصيات ليأتي البديل و تستمر الحياة !!

و مع يقينك بأن لا شيء دائم و لا حتى أنفاسك افعل ما يتوجب عليك فعله .. و افعل ما تُمليه عليك قناعاتك، و الأفعال كثيرة و نهاياتها معروفة أيَّا كانت اعتقاداتك و مذاهبك و أفكارك، فالشر نهايته معروفة و الخير أيضًا و إن لم تُستوجب أمامك و لكنها ستُستوجب و لو بعد حين.

إذن و بناءًا على هذا كله ، فعلى مستوى الشخصية فلتُبقِ رأسك مرفوعًا لا يُطأطئه هوًى أو هوان ، و اطغَ في كرامتك حين تتواضع في كل الأفعال،لا تنحنِ و إن نزفت دمًا إلا في الصلاة ، حتى ترى عزة نفسك عنوان لك و حتى يأتيك يقين كرامتك منعكسًا على صورتك في كل العيون و القلوب .

و على مستوى المعاملة: لا تُعط أكثر مما تأخذ، و لتكن عين بصيرتك أثقب من بصرك ، ابق عاليًا في أفكارك فلا يهزها لك وضيع و اعرف قدر نفسك بعين نفسك لا بعين الآخرين ، اشكر من صنع لك المعروف و اجحد من رأى نفسه عليك ، سامح ثم سامح ثم سامح ثم أرجعهم غرباء كما كانوا ! لا تكن متوقَّعًا و كن مفاجأة و إبهار، استفز بهدوئك غضبهم و اجعلهم يتعلمون منك كيف هي السيطرة بلا كلمات بل بالصمت و الأناة ، ابذل ما عندك و لو كان شق تمرة فصنائع المعروف تقي من مصارع السوء و لتعش بصدى كرمك فليس مثل الكرم في إخفاء العيوب ، حتى يأتيك يقين صنائعك إكبارًا و احترامًا في نفوس من عرفوك و من لم يعرفوك .

و أخيرًا .. و على مستوى العبادة: احتسب كل ما تفعله في يومك فما مضى لا يعود و رُبَّ صدقة أو تسبيحة أو ركعة أنجتك من كربٍ عظيم و كُتب لك فيها تفريج هم، لا تحقر من المعروف شيئًا ، كن خاشع القلب قريب الدمع سريع التوبة ، أذكارك هي حرزك من سواد الدنيا و غدر العيون ، و صلاتك هي أمانك الحقيقي من الحزن و قشعريرة الظنون، صل كأنها آخر الصلوات و ادع كأنهاآخر الدعوات و تُبْ و كأنها آخر التوبات حتى مجيء الأجل .. و حتى يأتيك اليقين .