كيف تتخلص من العادات السيئة ؟



بقلم | أبكر الطاهر

في البدء نصنع العادات ثم تصنعنا هي فيما بعد.
فى بداية تعلمك قيادة السيارة كان عليك الانتباه لكل شيء، بدءاً من فتح باب السيارة والركوب، ووضعية جلوسك، وتتبع مدخل المفتاح، وتشغيل المحرك، ووضعية يدك على عجلة القيادة ثم وضع قدمك على دواسة البنزين والأخرى في حالة استعداد للضغط على المكابح في حالة الضرورة، والنظر إلى الأمام، مع توزيع النظر إلى الخلف والجانبين من خلال المرايا، ومراعاة الاشارات… هكذا أنت حاضر في كل خطوة بشكل واعٍ وتركيزك في قمة نشاطه!

ماذا الان بعد أن تعلمت قيادة السيارة؟

كل هذه السلسلة من الأفعال أنت تنفذها بدون توتر وبشكل تلقائي، هو تعريف العادة: أن لا يبذل العقل جهداً في تنفيذ مهمة ما.

هل فكرت كم سيكون شاقاً عليك أن تشعر بنقس شعور الارتباك والخوف في كل مرة تقود فيها السيارة؟

هل فكرت كم سيكون شاقاً أنك في كل مرة تحاول المشي فيها تفقد التوازن وتقع فيها على الأرض؟

هل فكرت كم سيكون شاقا إذا استمريت في كل مرة تركب الحروف لتقرأ الكلمات من جديد؟

ومن هنا نستنتج ان العقل يركز على السلوك المتكرر لفتره من الزمن ثم يحوله الى عاده وهكذا تتكون العادات.
وبما أننا سنتناول بناء العادات فلن نسهب كثيراً في التفاصيل.

القانون الأول : اجعلها ظاهرة
ممارستك للعادة تلقائية في الغالب بمجرد وجود الحافز أو الإشارة، فاستيقاظك في الصباح أو ذهاب للعمل هو إشارة لشرب القهوة مثلاً، لذلك، عند بناء عادة جديدة يجب أن تحدّد إشارة (ظاهرة) لتذكيرك بالعادة، ويجب أن تكون واضحة، إذا أردت اكتساب عادة تناول الخضروات، فيمكنك أن تضع صحن الخضار في مكان واضح وتستطيع مشاهدته بسهولة..
ولهدم عادة سلبية اعكس القانون.

(اجعلها مخفية)
-حدّد العادات التي تنوي التخلص منها، وكلّ الإشارات المتعلقة بها.

-حاول اخفائها عن حواسك، مثلاً: إذا أردت التخلص من عادة قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، تستطيع مثلاً أن تُعطّل الإشعارات أو أن تحذف الأيقونات الخاصة بها من جهازك، وإذا أردت التخلص من ادمان الحلويات فلا تضعها في مكان ظاهر… استخدام صحون أصغر حجما بدلا من الصحون الكبيرة، للحدّ من كمية الغذاء اذا كنت قد بدأت بحمية غذائية.

القانون الثاني : اجعلها جذابة
يمكن اكتساب العادة من خلال جعلها مُحبّبة للنفس، مثلاً ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة ساعة، يتطلّب الالتزام، ربما تكون ثقيلة على النفس، وللتغلب على هذا الشعور اربطها مع شيء تُحبه، اذا اردت اكتساب عادة المشي مثلا لا تقل فقط الاسبوع القادم سوف ابدأ, حدد الوقت والزمان واربطها بعادة موجودة لديك بالفعل! ذلك سوف يسهل عليك الامر. مثلا: انت معتاد على مشاهدة فيديو كل يوم لتتعلم شيء ما او للترفيه ضع الهاتف امامك واستخدم جهاز السير الكهربائي لديك وانت تشاهد الفيديو، أو أن تتدرب مع أحد الأصدقاء الذين تقابلهم بشكل يومي.

ولهدم عادة سلبية اعكس القانون (اجعلها غير جذابة).
اكتب كلّ سلبيات عادتك التي تنوي التخلص منها.-
– واكتب الإيجابيات التي ستعود عليك عند التخلص منها.
-اقرأها من حين لآخر، ستترسخ في ذاكرتك مع مرور الوقت آثار هذه العادة السلبية وتتحفز للتخلص منها، مثلاً التدخين، اكتب مساوئ ما قد يُسبّبه التدخين على صحتك، واذكر ايجابيات التخلص منها، أو عادة تناول الأطعمة الغير صحية، وفي كلا الحالتين ما سيعود عليك لو انتظمت بتناول طعام صحي أو غير صحي.

القانون الثالث : اجعلها سهلة
في العادة تكون مقاومتنا للتغيير نابعة من الصعوبة التي نُحسّ بها في البداية، فالخروج من دائرة ما نقوم به إلى شيء جديد صعب على النفس في البداية، في البداية لا يهمّ الحصول على نتائج مثالية، ما يهمّ هو تثبيت هذه العادة وربطها لتكون جزءاً من أنشطتنا اليومية كأن تمارس العادة لمدة ثلاثة دقائق فقط، ثم تقوم بزيادة المدة تدريجياً. مثلا:إذا أردت بناء عادة القراءة، فيمكنك وضع الكتاب في مكان تشاهده دائماً، قد يكون السرير أو المكتب، هذا سيُسهّل عليك الالتزام بالقراءة وتبسيط الأمور يجعلها أكثر تقبّلاً للنفس.

ولهدم هذه العادة اعكس القانون، (اجعلها صعبة)
لا تضع الهاتف بجانب السرير حتى لا تضطر في بداية يومك لأن تفتحه وتتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى قراءة رسائل بريدك الإلكتروني، يمكنك وضعه بعيداً عن السرير أو في غرفة أخرى، بحيث يكون من الصعب الوصول إليه…

القانون الرابع : اجعلها مُرضية
ما يدفعنا لأن نكرر العادة هو وجود فائدة حقيقية منها (عائد)، ونرى تأثيره على جوانب حياتنا، وهذا القانون مرتبط بالمكافأة، مع كلّ نجاح تحقّقه كافئ نفسك بطرقة مُرضية، وتتناسب مع هذا النجاح.

ولهدم هذه العادة اعكس القانون،
(اجعلها غير مُرضية).

كان أحد الأطباء يحاول مساعدة مريضه للإقلاع عن التدخين، فأخبره بأن يتصل به كلما قام بتدخين سيجارة، ومع مرور الوقت، وجد المريض صعوبة في تبرير قيامه بالتدخين وأقلع عنه في النهاية.

اذن حتى تتخلص من عادة سيئة:
اجعلها مخفية
اجعلها غير مُرضية
اجعلها صعبة
اجعلها غير جذابة
من أكثر الأخطاء شيوعاً هو أن نكتفي بالنوايا الحسنة لبدء عادة جيدة، وتعدّ هذه الاستراتيجية سبباً رئيسياً للفشل، فالأفكار وحدها لاتكفي مالم نتبعها بخطوات عملية جادة.