« أفغانستان» .. أمريكا ما بعد الهزيمة !
بقلم | فوزي محمد الأحمدي
يبدو أن الرئيس الأمريكي بايدن يسير على خطى سلفه ترمب , الإنسحاب من أفغانستان , والاستخدام المفرط لسلاح العقوبات في العلاقات الدولية , وهذا بدوره دليل على الضعف وليس القوة كما يعتقد البعض .
بداية الضعف والانهيار والتفكك لأي حضارة عبر التاريخ , كانت دائما تبدأ بالإنسحاب من الأطراف والإنكفاء على الذات (التقوقع) .
أمريكا عفوا حلف الناتو يعلل إنسحابه من أفغانستان من أجل التفرغ للتنين القادم (الصين) , ولكن على أرض الواقع ليس هناك مكان في العالم يمكن من خلاله ضرب الصين في مقتل وإحكام الحصار عليها كما هو الحال مع أفغانستان البلد المجاور للصين , ولكن ما حصل هو هروب تحت جنح الظلام وحتى دون التنسيق مع الحكومة العميلة , وفي نفس الوقت يعلن الرئيس الفرنسي ماكرون سحب (2000) جندي فرنسي من الساحل الإفريقي وبالذات من جمهورية مالي (الهروب الكبير) , ومن قبل الإنسحاب من العراق وسوريا وليبيا والعديد من دول المنطقة , من لم يستطع الإنتصار في إفغانستان على حركة تقاتل بأسلحة بدائية , لن يستطيع بأي حال من الأحوال أن يواجه الصين , ما يحصل هو بداية إنهيار منظومة الحضارة الغربية والتي سقطت أخلاقيا , وهي من الناحية الإقتصادية والعسكرية في حكم (الساقطة) . الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي قال ساخرا : كنا نريد أن نثبت للعالم بأننا القوة العظمى وكانت فيتنام هي المكان المناسب , وجورج بوش الأبن أراد أن يثبت للعالم بأن القرن الواحد والعشرين قرن أمريكي خالص , فكان المكان المناسب عفوا الكارثة في أفغانستان ؟! .
الاحتياطي العالمي من الدولار والذي تكمن سر قوة أمريكا فيه , إنخفض إلى 59% وهو المعدل الأدنى منذ ربع قرن , ويتوقع ان يصل مستوى الدين العام في أمريكا إلى (15) تريليون دولار , الرئيس بايدن يقول بأنه قد تم إنفاق تريليون دولار على الجيش والقوات الأمنية الأفغانية خلال العقدين الماضيين (حصاد الهشييم) , والآن حركة طالبان الآن تسيطر على 85% من مساحة أفغانستان واستولت على الكثير من المعابر الحدودية مع دول الجوار , الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية والحركة النسوية (المكتسبات) وأمراء الحرب من فنادق ومنتجعات أوروبا لا يمكن لهم أن يصمدوا أمام حركة طالبان القادمة من الجبال ( الكهوف) , فالكل بدأ الآن يحجز له تذاكر خروج بدون عودة , بل البعض منهم أما إستسلم لقوات طالبان (التوبة) أو هرب إلى دول الجوار ؟ّ! .
أكد الرئيس الصيني أن عهد التنمّر على الصين قد انتهى إلى الأبد .
اليابان تحذر أميركا من هجوم مفاجئ روسي صيني على هاواي ؟! .
العالم يتغير وهذا يتطلب إعادة النظر في التحالفات القائمة , وضرورة الإعتماد على الذات وأيضا إقامة علاقات متوازنة مع دول العالم , والعمل على تصفير المشاكل في العلاقات الدولية , فالتنين الصيني قادم لا محالة (يأجوج ومأجوج) , وكما يقال فإن جزيرة تايون (الصين الوطنية) هي المؤشر القوي على من سوف يحكم العالم , فإما أن تستولي عليها الصين (انطلاق التنين) , وإما أن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من الدفاع عنها وبالتالي تأخير إنطلاقة التنين الصيني , وإن كنت أشك في قدرة الولايات المتحدة في الدفاع عن استقلال تايون خلال السنوات القليلة القادمة .