المرأة ورؤية 2030 ..



بقلم |  خلود السالمي

ينظر الإسلام إلى المرأة على أنها شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة ، كونها تلعب دورا أسريا ومجتمعيا في الأساس. كما تعتبر المرأة في الإسلام مماثلة للرجل في القدر والمكانة إلا ما استثناه الشرع في بعض المسائل، وفي ذلك يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم”
: (إنما النساء شقائق الرجال)
لم يفرّق الإسلام بين الرجل والمرأة منذ النشأة الإنسانيّة الأولى، وقد دلّ على ذلك قول الله في سورة الحجرات:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير
.

يقول الطبري في تفسيره لقول الله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) : إن أكرمكم أيها الناس عند ربكم، أشدّكم اتقاء له بأداء فرائضه واجتناب معاصيه ، ولأنّ مكانة المرأة في الاسلام معروفة عند الجميع فإنني سأكتب هذا المقال وفي قلبي والدتي الغالية ، وبنتي الحبيبة ، وأخواتي العزيزات وصديقاتي المقربات، وأعلم أنّ دورهنّ كما هو دور أيّ امرأة سعودية كان ولا يزال مهماً في كل مراحل البناء والتنمية في المملكة العربية السعودية .

ولقد جاء دورهنّ في كل مرحلة منسجما مع متطلبات التنمية ومقتضيات الحياة، وأي تحول في دور المرأة وممارستها لهذا الدور يأتي من مدى استعدادها له وقدرتها على ممارسته، فقد مر زمن كانت المملكة تمر فيه بحالة إصلاح شاملة في كل النواحي، وكان دور المرأة في تلك المرحلة يتركز في أن تحقق مستويات عليا من التأهيل والتعليم وبناء المهارات الأساسية التي تتطلبها حياة المرأة في العصر الجديد .

ومع النمو الاقتصادي والاجتماعي الشامل كانت فرص العمل في قطاع التعليم هي المسار الأكثر ملاءمة المرأة السعودية، وكانت فرص العمل متاحة في هذا القطاع بشكل كبير، وقد حققت المرأة السعودية نجاحا باهرا في ذلك، حيث ظل الدور الأساسي هو حصول الفتاة السعودية على التعليم والمهارات الأساسية، وظهرت الحاجة ماسة إلى أن تمارس المرأة السعودية دورا أكثر في تنمية الاقتصاد من خلال رؤية المملكة 2030 .

وكانت هذه المرحلة بحاجة إلى عديد من التشريعات التي تقدم للمرأة ضمانات العمل والحماية الاجتماعية، بما يتلاءم مع مكانتها في الشريعة الإسلامية وبما يحقق أقصى استفادة من هذا الدور الجديد، خاصة وأن الفتاة السعودية أصبحت الآن تمتلك المهارات والمعارف التي تؤهلها لتولي أعلى المناصب القيادية.

وهذا ما نشاهده الآن وفي فترةٍ قصيرة ولله الحمد باتت المرأة السعودية شريكة نجاح وقصة كفاح في جميع القضايا السعودية، بعد أن تم وضع الثقة بها والمشاركة برأيها، وهذا الأمر بالتأكيد يُحْسب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله واللذان ساهما بكلّ قوة في تبنّي المبدعات في جميع المجالات، وتوفير الأمان لهنّ ، والأخذ بآرائهنّ
حفظ الله وطني العزيز وقيادته الكريمة.