“كوريا الشمالية” تطلق صاروخاً في البحر و واشنطن تعتبر الخطوة انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن
أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا صوب البحر قبالة ساحلها الشرقي يوم الثلاثاء 28 سبتمبر 2021، في الوقت الذي طالبت فيه بيونجيانج الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالتخلي عن “معاييرهما المزدوجة” بشأن برامج الأسلحة من أجل استئناف المحادثات.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن الصاروخ أُطلق من إقليم جاجانج في كوريا الشمالية في حوالي الساعة 6:40 صباحا (2140 بتوقيت غرينتش). أما وزارة الدفاع اليابانية فقالت دون الخوض في التفاصيل إنه صاروخ باليستي على ما يبدو.
وهذه ثالث تجربة صاروخية تجريها كوريا الشمالية هذا الشهر. وكانت التجربة الأولى جرت على صاروخ كروز بعيد المدى في حين جرت التجربة الثانية على صواريخ بالستية قصيرة المدى.
في مقابل ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الولايات المتّحدة “تدين” التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية، مطالبة في الوقت نفسه بيونغ يانغ بالانخراط في حوار.
وقالت الوزارة في بيان إنّ “الولايات المتّحدة تدين إطلاق جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية صاروخاً”، مؤكّدة أنّ هذه التجربة الصاروخية “تشكّل انتهاكاً للقرارات العديدة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي وتشكّل تهديداً لجيران جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وللمجتمع الدولي”.
“الحقّ المشروع”
وبعد أقل من ساعة على إعلان سيول عن رصد هذه التجربة الصاروخية الجديدة، أكد سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتّحدة كيم سونغ من على منبر الجمعية العامّة للأمم المتّحدة، على “الحقّ المشروع” لبلاده في اختبار أسلحة و”تعزيز قدراتها الدفاعية”.
وإذ طالب كيم الولايات المتحدة “بأن تثبت بالأفعال أنّه ليست لديها أيّ إرادة معادية لنا”، قال “إذا حصل ذلك، فنحن مستعدّون للردّ” بنفس الطريقة “لكن لا يبدو أنّ الولايات المتحدة مستعدّة” للقيام بمثل هكذا خطوة.
ودانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان التجربة الصاروخية الجديدة.
وقالت إنها “تشكّل انتهاكاً للقرارات العديدة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي وتمثّل تهديداً لجيران جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وللمجتمع الدولي” داعية بيونغ يانغ “للانخراط في حوار”.
بدورها قالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (إندوباكوم) في بيان إنّه “على الرّغم من أنّ هذا الحدث لا يشكّل بحسب تقييمنا تهديداً مباشراً لأفراد الولايات المتّحدة أو أراضيها أو لحلفائنا، فإنّ إطلاق صواريخ يسلّط الضوء على التأثير المزعزع للاستقرار لبرنامج الأسلحة غير المشروع” لبيونغ يانغ.
وإذ أكّد الجيش الأميركي في بيانه أنّه “يتشاور من كثب مع حلفائه وشركائه” بشأن هذا الموضوع، شدّد على أنّ “التزام الولايات المتحدة الدفاع عن جمهورية كوريا واليابان يبقى راسخاً”.
وكثّفت كوريا الشمالية في الأيام الأخيرة رسائلها باتّجاه واشنطن وسيول.
“السياسة العدائية”
وكانت كيم يو-جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون لمّحت السبت إلى إمكان عقد قمة بين الكوريّتين بشرط “الاحترام” المتبادل و”عدم الانحياز”، وذلك غداة مطالبتها سيول بنبذ “سياساتها العدائية” تجاه بيونغ يانغ.
وأتت تصريحات المسؤولة الكورية الشمالية النافذة بعدما دعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن إلى الإعلان رسمياً عن انتهاء الحرب الكورية التي امتدّت من 1950 إلى 1953 وانتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أنّ الكوريتين لا تزالان رسمياً في حالة حرب منذ أكثر من نصف قرن.
وتعليقاً على هذه التصريحات قال الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانغ مو-جين لفرانس برس “يبدو أنّ كوريا الشمالية تريد اختبار صدق سيول في رغبتها بتحسين العلاقات بين الكوريتين” وإنهاء الحرب الكورية رسمياً.
وأضاف أنّ “بيونغ يانغ ستراقب ردّ فعل مون بعد التجربة التي أجرتها اليوم وتدرسه وتتّخذ قرارات” بشأن ما إذا كانت ستقدم على إجراءات لتخفيف التوتّر.
والاتصالات بين الشمال والجنوب مقطوعة منذ القمة التي جرت بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في هانوي في شباط/فبراير 2019 وانتهت إلى عدم توصّل الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي إلى اتفاق.
ومنذ تولّى كيم جونغ-أون السلطة طوّرت كوريا الشمالية برامجها التسلّحية لكنّها لم تجر أيّ تجربة نووية أو بالستية لصواريخ عابرة للقارات منذ 2017.
كوفيد-19
وفي كلمته من على منبر الجمعية العامة تطرّق السفير الكوري الشمالي إلى جائحة كوفيد-19، مشدّداً على أنّ بلاده اتّخذت “إجراءات صارمة” لمحاربة الجائحة، من دون أن يؤكّد تسجيل أيّ إصابة بالفيروس في كوريا الشمالية.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر الجاري رفضت كوريا الشمالية تلقّي حوالي ثلاثة ملايين جرعة من اللّقاحات الصينية المضادّة للفيروس.
وكوريا الشمالية المعروفة بتردي نظامها الصحّي كانت من أوائل الدول التي أغلقت حدودها لمنع انتقال الفيروس إلى أراضيها بعد ظهوره في الصين المجاورة.
ومنذ ذلك الحين، تؤكّد بيونغ يانغ باستمرار أنّ الفيروس لم يصل إلى أراضيها، وهو ما يشكّك فيه العديد من الخبراء.