“الراية” تلتقي الدكتورة السعودية “ميساء السويلم” وحديث شيق عبر زاوية استشارات طبية

للعيون أسرار وخفايا تكمن وراءها أحاسيس ومشاعر ، ولغة العيون أصدق لغة في العالم ، لأنها لغة القلوب ، وبهذه اللغة نعرف الطيب من الخبيث ، ونعرف الصريح من الغامض ، فأشياء كثيرة يخفيها هذا الجزء الصغير الذي يحتل مكانة مهمة عند الإنسان رغم صغر حجمه.

ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ، يكون هناك مفهوم خاطئ لدى بعض الأشخاص ، يدركون من خلاله عدم أهمية خطورة النظر بشكل مباشر إلى أشعة الشمس الحارقة.

غير مدركين بأن ذلك قد يقلل من حدة النظر بعض الشيء ، أضف إلى ذلك قلة الوعي لدى البعض من عامة الناس ، فتكثر أمراض العيون ، وطبيب العيون يواجه كل ذلك من خلال مخاطبته لأمراض العيون التي ترتبط بكل عضو في جسم الإنسان.

ومن خلال زاوية استشارات طبية سلطت صحيفة “الراية” الضوء على هذه الجزئية الهامة من جسم الإنسان وتكوينه ، فكان لنا هذا اللقاء الشيق والحوار الممتع ، في إستضافة أحد الكوادر والكفاءات الطبية من صلب هذا الوطن ومن ذوات التخصص في هذا الشأن ، فنتركم مع هذا اللقاء.

فالبداية نرحب بالدكتورة ميساء محمد السويلم استشارية طب وجراحة العيون ، خبيرة جودة صحية وإدارية ، والمدير الطبي بمستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد بعرعر ، ونشكر لكم قبول الدعوة.

العفو ويسعدني أنا كذلك أن يكون لي هذا اللقاء مع صحيفة الراية الإلكترونية كما أشكرك على مقدمتك الراقية والملمة.

س/ ماهي الأضرار التي تحدثها أشعة الشمس المباشرة على العين ؟

النظر إلى أشعة الشمس الحارقة في مثل أجواء فصل صيف هذه الأيام تحديداً ، يؤثر تأثير مباشر على العين وقد يصل في بعض الأحيان إلى فقدان نعمة البصر لاقدر الله ، وهذا خطر محدق هو مالا يدركة الجميع و بكل أسف رغم إنتشار وسائل الوعي الصحي بكافة أنواعه والتحذيرات التوعوية والتثقيفية التي تؤكد ضرورة اتخاذ العوامل المساعدة لوقاية العين من أشعة الشمس المباشرة بطريقة صحية سليمة تسهم في حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية ، جراء النظر لأشعة الشمس وتأثيراتها على جزيئات دقيقة من تكوين العين وشعيراتها الدموية الدقيقة جداً ، و أفضل طرق أنواع الحماية المناسبة للعين أستعمال النظارات الشمسية وقت الذروة ، كي نتجنب الأضرار الجسيمة التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية المنبثقة من أشعة الشمس ، ولحماية منطقة العين ، كما تشمل جلد العين (الجفون) وخلايا سطح العين و القرنية و الشبكية.

هل هناك مضاعفات تسببها أشعة الشمس على العين ؟

نعم هناك مضاعفات عدة ، منها ماهو إلتهاب القرنية نتيجة جفاف العين والشيخوخة المبكرة ، والظفرة أي نمو غير طبيعي للملتحمة على القرنية قد تظهر في عين واحده أو كلتا العينين.

ماهي الطرق المثلى لحماية العين من أشعة الشمس ؟

يجب إغلاق العين عند مواجهة أشعة فوق البنفسجية فإفراز الدمع وإغلاق العين رد فعل طبيعيين وقائيين من هذه الأشعة الضارة ، كذلك أختيار نظارات الشمس بعناية ، وتجنب الضوء المنعكس ، والأبتعاد عن تكوين أشعة الشمس في أوجه قوتها وتحدياً ما بين الساعة العاشرة صباحاً وما بعد الساعة الثانية ظهراً مع مراعاة إجراء الفحوصات البصرية الدورية بشكل مستمر مع طبيب العيون المتخصص.

هل التنوع بالأغذية كالخضروات والفواكة تساعد على حدة نظر العين وسلامتها ؟

نعم تناول الخضروات الورقية الخضراء والفواكة الملونة الغنية بمضادات الأكسدة لأحتواء تكويناتها على فيتامينات أ ، و ، ج ، ه ، فمضادات الأكسدة ليوتين وزياكسانتين مفيدة جداً لصحة العين.

برأيكم ماهي الأصناف المناسبة التي تنصحون السادة القُراءِ بتناولها ؟

على سبيل المثال لا الحصر نذكر منها ، الليوتين في الفلفل الأصفر والمانجو والخضروات الورقية الخضراء ، بينما يعتبر البروكولي والذرة والبرتقال والبيض مصادر جيدة للزياكسانتين .

لأشعة الشمس فوائد بكل تأكيد حدثينا عن هذا الجانب ؟

بكل تأكيد فوائدها عديدة ، تزيد أشعة الشمس من مادة السيروتونين المعروف لدى العامة (هرمون السعادة) المسؤول عن الأحساس بالطاقة ، فعندما تصل أشعة الشمس المناسبة إلى جسم الإنسان فإن هذه المرحلة تساعد على تخلص الجسم من الإحباط من خلال التعرض لها أثناء رياضة المشي والتمارين الرياضية والنزهة في الهواء الطلق في أوقات الساعات الأولى من شروق الشمس، كذلك هي أحد العوامل المساعدة على رفع نسبة فيتامين (D) الذي يحتاجها جسم الإنسان وخاصة الأطفال ، كما يعتبر فيتامين (D) مخفض لأرتفاع نسبة الكولسترول بالجسم والذي ينتج عنه أمراض القلب المختلفة ، حيث أكدت الأبحاث والدراسات الطبية أن نسبة الأشخاص الذين يموتون بالشتاء أكثر منها في فصل الصيف نتيجة غياب الشمس .

ختاماً هل من إضافة أخيرة تفيد السادة القُراءِ ؟

نعم الشمس تقي من الأصابة بمرض السكري ، كما تحمي من الأصابة بمرض الزهايمر ، وتخفف إلى حداً كبير من الأصابة بإلتهاب المفاصل ولين العظام وهشاشتها .