مشاهير بماذا ؟
للإعلامي والمستشار النفسي | عادل النايف
هوس متابعة المشاهير أصبحت ظاهرة لدى الأطفال و المراهقين والشباب و النساء لمن هم لا يملكون الثقافة الحقيقية و لا يحترمون الوقت .
عزيزي القارئ لاتكن من هؤلاء الذين تنطبق عليهم نظرية القطيع ، وهم الذين ينقادون خلف المهالك وخلف التقليد الأعمى .
هل تعلم أن متابعة هؤلاء تجلب لك العزلة و المرض النفسي.
ظاهرة هوس المشاهير كانت قديمة و لكن زادت بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي .
ماهي العوامل التي تساعد على تفاقم هذا المرض ؟
هي البيئة السلبية و الجهل وعدم الوعي .
من يتابع هؤلاء و يشاهدهم قد يكون مصاب بالمرض النفسي و يحتاج علاج سلوكي و تدخل سريع .
شاهدنا من يتابعون هؤلاء و خاصة النساء اللاتي ليس لديهن الرقيب “و المصلح ” ، هن أكثر عرضه للتفكك الأسري ، و شاهدنا حالات طلاق و كان ضحيتها الأطفال و كذلك هدم للقيم و تسويق كاذب لمنتجات غير صحية و ربما غير مرخصة و منها ماهو مغشوش و مقلد.
ماهو الفرق بين الصالح و المصلح ؟
الصالح صالح في نفسه و لنفسه صلاحه لايتعدى لغيره و يصلح من نفسه و يهذبها في السلوك و الأقوال و الأفعال ، أما المصلح فيتعدى ذلك لغيره ، والمصلح صالح في نفسه و يدعو غيره للصلاح و الإلتزام بالأخلاق الحسنة و السلوك المهذب في كل شيء من الأفعال و الأقوال .
قال تعالى ( وماكان ربك ليهلك القرى بظلم و أهلها مصلحون )
أيضًا نعود و نقف عند الإعلانات ، منهم من يقول أعلنت في مبلغ كذا و كذا و بعد ذلك يتضح لنا أن هذا الكلام غير صحيح ، فقط حصل على علبة من المنتج أو وجبة عشاء ومضى .
عزيزي لا تنخدع بهؤلاء فهو يظهر لك أربعة ساعات عن حياته لكن لم ترى تلك العشرين ساعة المتبقية .
التاجر الذكي لا يلجأ إلى هؤلاء ، بل المنتج الذي يفرض نفسه في السوق مع التعامل الحسن و المصداقية و يكون لدى كل شركة أو مؤسسة قسم خاص بمايسمى في الدعاية والإعلان .
هنا تأتي مسؤولية الأهل في معالجة أبنائهم قبل فوات الأوان و خلق بيئة نفسية مستقرة يغمرها التكاتف الأسري و المحبة ، بالإضافة إلى زيادة وعيهم وإدراكهم بمدى تفاهة تلك التصرفات، وتلك التفاهات التي تروج عبر وسائل التواصل .
اجعلوا الحوار بينكم و بين أزواجكم و أبنائكم قائمًا ، ازرعوا فيهم روح الأمل و التفاؤل و احترام الوقت ، إشراكهم بالأنشطة المفيدة الأخرى .
التنشئة الاجتماعية :
وهي التي يشكل فيها السلوك الإنساني ، بتكوين المعايير و القيم و المهارات لدى الفرد .
هل السلوك مكتسب ؟
نعم ، السلوك مكتسب ، و نستطيع تغيير السلوك ، و للتغيير قوانين ، و هناك إدارة ذاتيه للتغير ، و هناك نقاط تحول لكل فرد .
وللوالدين الدور الأكبر في سلوك و تربية أبنائهم ، لأن الأبناء يعتمدون فترة طويلة على والديهم ، إذًا يجب علينا تربية و توجيه أبنائنا التوجية الصحيح و التربية الحقيقية و نكون لهم عونًا بعد الله على نجاحهم في هذه الحياة ، و تعد الأسرة ممثلة في الآباء ، فعلى الآباء الدور الأكبر في تربية الأبناء ، لا يعني ذلك ليس للأم دور ، الأم لها دور أيضًا و صلاح المجتمع من صلاحها .
ماهو دور رب الأسرة ؟
دور رب الأسرة و الولي لاشك أنه كبير ، علينا توعية الأسرة و متابعتهم و توجيههم التوجيه الصحيح ، نحن في غزو فكري و تفكك أسري لا يستهان به ، حتى في الاعلانات وضعوا لنا ماهو مخالف للدين و القيم .
التثقيف :
ويقصد بالتثقيف تزويد الأبناء بمعلومات مختلفة في مجالات مختلفة ، و إطلاعهم على ماينفعهم و ينمي خبراتهم في هذه الحياة ، و توعيتهم من المخاطر المحيطة بهم ، وأيضًا علينا أن نغرس القيم و المبادئ التي لن ينساها الأبناء و نبني منهم و لهم مستقبلًا مشرقًا و نورًا لا ينطفي و علمًا ينتفع به .
عزيزي رب الأسرة أنت القدوة لزوجتك و أبنائك عليك أن ترتقي و أن تحافظ على نفسك و أسرتك من اتباع الهوى و عدم متابعة مشاهير (الخيبة) .
هناك ظاهرة قام بها بعضًا من الناس و يدعي أنه مستشارًا و خبيرًا في كل أمور الحياة و لو عدنا لحياته لوجدنا أنه هو من يحتاج ذلك التوجيه و حل مشاكله ، و العجب أنه يستخدم بثًا مباشرًا و لو استمعنا له لوجدنا العجب العجاب لعدم معرفته و مصداقيته ، هناك الكثير من المواقع لعل منها برنامج “التوك توك” وغيره .
هل متابعتهم تضيف لك شيئًا ؟
الجواب : طبعًا لا ، لاتضيف أي فائدة ، بل هدم للقيم والأسر و مضيعة للوقت .
هل كان يحمل رسالة ؟
رسالة هادفة و مفيدة لا ، بل عكس ذلك .
“لا تصنعوا من الحمقى مشاهير”
حان الوقت أن نضع تلك النقاط على الحروف و أن يعلم أولو الألباب أن بعضًا من هؤلاء أساؤا لأنفسهم قبل أن تصل إساءتهم لغيرهم ، فحان الوقت أن نحاربهم بسلاح العلم و المعرفة و من أوائل خطوات العلم و المعرفة “الإدراك” بمعنى أن ندرك خطرهم على المجتمع بجميع فئاته ، ونعلم جميعًا أنهم لايحملون ثقافة و لا معرفة و لا يعود على المشاهد أو المتابع بالفائدة ، وجب علينا عدم متابعتهم و هذه من أوائل خطوات العلاج .
أتعجب بمن كان مستورًا قبل هذه البرامج و المنصات و التطبيقات و اليوم كان مشهورًا بعدم المعرفة و الثقافة و الأدب و هو من أشهر نفسه بذلك الفعل القبيح ، ليس صعبًا أن تشتهر عندما تملك هاتفًا ذكيًا و لكن لتكن غبيًا اشتهر بفعل قبيح.