سعد العمري يتغلب على ” العصا ” و ” الثمانين ” ليلتحق بحملة بيشة الصيفية
محملون بالأمل يتسابقون صباح كل يوم إلى مقاعد الدراسة تعكس سمرة وجوههم إشراقة الشمس و حكمة السنين و حب العلم , يتكأ بعضهم على عصاه متجاوزين حواجز العمر و إنشغالهم بمزراعهم و (حلالهم ) ليصلوا إلى مراكز حملة بيشة الصيفية في وقت مبكر قبل ساعة أحيانا من انطلاقة اليوم الدراسي مستفيدين من برامج الحملة للتوعية و محو ما قد يكون عند بعضهم من أمية و تنشيط ذاكرة البعض فيما تعلموه سابقا من مبادئ الكتابة و القراءة و الاستفادة مما تقدمه الحملة من خدمات صحية و توعوية و زراعية و برامج ترفيهية و تثقيفية .
و في قرية (أرنب) التي تندس بين الجبال في طرف مركز القوباء التابع لمحافظة بيشة تتجاوز الطريق المعبد لتعبرعددا من الأودية تترامى على أطرافها مزارع النخيل كي تصل إلى القرية ليلفت نظرك في مركز الحملة العم سعد بن سعيد العمري و قد تجاوز الثمانين من عمره لكنه جالس بين زملائه الدارسين لاتفارقه ابتسامته حريص على التعلم و كما يقول : أهم شيئ أتعلم أمور الدين و أعرف قراءة القرآن الصحيحة .
أما في مركز (المحالة) الذي يعد أبعد مراكز الحملة و يبعد عن بيشة حوالي 120 كلم ,و تحتاج أن تقطع إليه عددا من فروع وادي ترج التي يجري ماؤها , وتسير بعد أن تترك الطريق العام الواصل بين القوباء و حلباء النماص في دروب معبدة و أخرى مرصوفة بالحجارة حتى تصل مدرسة ابتدائية المحالة التي تحتضن مركز الحملة بها و فيها يجتمع الدارسون السبعة صباح كل يوم لتلقي المزيد من دروس القراءة و الكتابة و القرآن و مبادئ الرياضيات كغيرهم من الدارسين الــ 256 في مراكز الحملة الثلاثة عشر .
و عن حماس الدارسين و انضباطهم بعد زيارة إدارة الحملة للمركز يتحدث المدير التنفيذي لحملة بيشة الصيفية أحدى الحملات الأربع على مستوى المملكة أ.محمد صالح القرني وهو عائد من زيارة المركز بعد تسليم الدارسين هدية الدارس المنتظم فيقول : نشعر أحيانا بالتعب من طبيعة الطريق حتى نصل إلى بعض المراكز لمتابعة سير العمل بها لكنا عندما نصل و نرى لمحات السعادة و البشر على وجوه الدارسين و تفاعلهم مع المعلمين و دعواتهم لنا و لولاة أمرنا من قادة هذه البلاد و إصرارهم على تقديم واجب الضيافة لنا يتحول شعورنا إلى فرح كبير و غبطة و نشعر بالبركة في العمل خاصة ونحن نتعامل مع آبائنا الدارسين الذي امتلأت تجاربهم بالحكمة و قلوبهم بالحب و الولاء للوطن و لقادته .
و يستشهد القرني بنشاط رياضي أقامه رائد النشاط في الحملة أ,ظافرعلي للدارسين بمركز ابتدائية ترج فتحول إلى كرنفال وطني عبر فيه الدارسون بحماس عن حبهم و ولائهم لهذا الوطن و قيادته مرددين أهزوجة شعبية وطنية حاملين الأعلام الوطنية و مرددين النشيد في تفاعل وحماس لا يكاد ينقطع .