أعظم إحساس
بقلم الدكتور / خالد الشريدة
الإنسان كيان عظيم متنوع المشاعر و الأحاسيس …!!
هناك مشاعر حب ومشاعر كره ومشاعر قرب وبعد وجاذبية ونفور وهناك من الناس من يملك حسا دقيقا راقيا وهناك من يملك حسا متواضعا … وهناك من إحساسه في الثريا … وهناك من إحساسه في الثرى ..!!
هذه الكتلة المتحركة من المشاعر تتأثر دون شك بما مر عليها من الأحداث والظروف والتنشئة والقدرات الذاتية التي يمتلكها الإنسان …!!
– الإحساس العظيم الذي أريد أن أطرحه هنا هو ذلك الإحساس الفريد الذي يتفوق على كل الأحاسيس مهما كانت … ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفوقه شيء.
على أن هذا الإحساس أيضا يقوى ويضعف حسب النعم والمنن التي وهبها الإنسان.
أعظم إحساس وأرقى حس هو ( الإحساس الديني) وهو الذي يجب أن يضاف إلى الحواس الخمس المعتبرة (حاسة البصر ؛ حاسة السمع ؛ حاسة الشم ؛ حاسة التذوق ؛ حاسة اللمس) بل هو أرقاها وازكاها ويؤثر فيها كلها. ( أرجو أن تضيفوا هذه الحاسة لديكم وتعلموه أجيالكم).
وهو الحس الذي يمكن أن يتخطى كل عجب … وان لا يقف عند أي حد …!!
بل يتخطاه إلى ما لا يمكن تصوره من التصرفات والسلوكيات والأحوال الظاهرة والباطنة …!!
الإحساس الديني هو الضابط الأهم في الحياة …!!
حينما يستقر هذا الإحساس في الأعماق ستصفوا الحياة على جميع الصعد والآفاق …!!
أعظم إحساس هو الذي يجعلك ابتداء تضبط سلوكك وتعمل على نقاء سرك وعلانيتك … دون حاجة إلى إشارة مرور أو ساهر.
أعظم إحساس هو الذي يجعلك تنشط في أداء مهامك ومسؤوليات دون حاجة إلى توقيع حضور وانصراف …!!
أعظم إحساس هو الذي يجعلك تتباهى وتفخر بأن تجلس بين يدي والديك تلاطفهم وتخدمهم وتفرح لضحكاتهم.
أعظم إحساس هو الذي يجعلك تقود نفسك إلى كل آفاق الخير وتخدم غيرك وأنت تستشعر أن هذا من فضل الله عليك.
هذا الإحساس يعدل في كل شيء سواء في الحب أو الكره أو البذل أو المنع … هو الإحساس الذي تسمو به ومعه الحياة إلى أعلى مقاماتها …!!
هو الذي يجعلك دائما تفكر كيف : أخدم ديني ووطني وقرابتي وأحبتي؟ .
ما أود قوله اختصارا دون إطالة أن ( هذا الحس) يستحق أن يكتب عنه مجلدات … تعدل صفحات الحياة.
إن (أعظم إحساس) هو الحس الديني الذي يجعل لحياتنا معنى وطعما وذائقة لو علمها وتعلمها أي شخص مهما علا منصبه لجالد عليها بكل ما يملك ليحصل عليها.
لكن هذا الإحساس لا يشترى ولا يباع وإنما هو نعمة يمن بها الله علينا بقدر ما نكون أقرب وأصدق إليه في كل أحوالنا ومقالاتنا ومقاماتنا.
ما أختم به هو أن نحاول جاهدين في تعزيز هذا الحس الأمين لأمان مجتمعنا ورفعة شأننا دنيا وأخرى ، في مختلف شؤون حياتنا في أسرنا ووظائفنا وتعاملاتنا … وأخذنا وردنا ومختلف أحوالنا … في المنشط والمكره والسعة والضيق ، وسنجد آثار هذا الحس العظيم في واقعنا الإجتماعي كل حسب أخذه منه وتطبيقه له.
– حبانا الله وإياكم أجمل إحساس في هذه الحياة (أمين) .