” الدحة ” تستهوي عشاقها في المناسبات الاجتماعية والوطنية
تستهوي ” الدحة الشعبية ” عشاق هذا اللون العريق بالحدود الشمالية، من خلال تأديته في المناسبات الاجتماعية والوطنية، كأحد الفنون الأدائية المكون للثقافة السعودية في داخل الوطن وخارجه، وموروثاً شعبياً تشتهر به مناطق شمال المملكة.
وتعد ” الدحة ” قديماً من رقصات الحرب التاريخية الأدائية والرجولية التي تمتاز بالحماسة بإيقاعاتها، تهدف إلى بث الرعب في قلوب الأعداء أو للاحتفال بالنصر بعد المعركة، وهي عبارة عن أهازيج وأصوات تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال، ويشارك في أدائها الشباب وكبار السن بشكل جماعي.
وتُوصف في أدائها أن يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين، ويغني الشاعر الموجود في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة, فيردد الصفان بالتناوب البيت بعده. ما بين المدح والفخر والغزل، بأسلوب قصصي، حيث تأتي حركة “الدحة” في نهاية الإنشاد الشعري، من خلال قيام ” الحاشي ” أو المحوشي أمام الصف أو بين الصفين برقصة, سواءً بالسيف أو العصا, مع ارتداء البشت, يلاعبه عادةً شخص آخر، وتقوم الصفوف بالتصفيق بشكل إيقاعي حركي حماسي يتوافق فيه الصف بشكل متقارب في أداء الصوت والحركة.
كما يطلق على الدحة في التراث الشعبي بـ ” أنفاس الفرسان ” لأهمية التوفيق بين الحركة والنفس، كما أن لها حضور فاعل في كل المهرجانات الوطنية.
وأوضح مدير جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الحدود الشمالية خلف القاران أن موروث الدحة موروث شمالي يؤدى عن طريق فرق الدحة من المتميزين في تأدية هذا اللون بعدد لايقل عن عشرين إلى أربعين فرداً، لافتاً الانتباه إلى أن لديهم فرقتي دحة بمدينة عرعر ومحافظة طريف، لكل فرقة ٢٠ شخصاً يشاركون في المناسبات الوطنية والاجتماعية، كما يقوم قسم الموروث بالجمعية باستقطاب الشباب من الجيل الجديد؛ لتدريبهم والاستفادة من المتخصصين في هذا اللون الجميل.