ورحل محب الخير العم أمين …

بقلم الأستاذ / محمد إبراهيم اليوسف

اللهم لك الحمد والثناء ، وبيدك القدر والقضاء آمنّا بك ورضينا بقضائك ، ففي صبيحة يوم الخميس ٠٨-١١-١٤٤٠هـ فُجعتُ بوفاة العم أمين عبدالجواد القريب الحبيب (أبو عبدالعزيز) رحمه الله – وكم كان الخبر مُحزناً ومؤلماً ، ولا أقول إلا ما يرضي ربّنا: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف علينا خيراً».

العم أمين -رحمه الله- كان مضرب المثل -بين الجميع الكبير والصغير كان الفقيد ذا همّة وعطاء متجدّد زاملته في قناة بداية فرأيتُ منه حرصاً ومثابرة وتحمّلاً فكان حبّ العمل يسري في دمه، فأثمر ثمراتٍ يانعة، سيقطف أجرها ، بإذن الله الرحيم الغفور.

كان فقيدنا لفعل الخير سبّاقاً ، فإذا ما دُعينا للمناسبة لبي الدعوة للوقوف مع أحد أفرادها إلا وتجد العم أمين -رحمه الله- أوّل المبادرين ، وقد وقفتُ بنفسي على شيءٍ من ذلك ؛ فبذل وأنفق وأعان من يريد الزّواج ، وساهم في تفريج كربة مَنْ احتاج وأخيراً الكلام.عن الفقيد يطول ، والخواطر في الصدر تجول ؛ فالمصاب كبير .

وممّا يخفّفه أن الفقيد جاءه أجله في صبيحة يوم الخميس بعد صراع من المرض وصلّي عليه بعد صلاة العشاء بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة في حضور مهيب ، وشهد دفنه خلق كثير بدأ التأثر على محيّاهم وسابقت عبراتُهم عبارات عزائهم ومواساتهم ؛ وما رأيناه أيام العزاء من توافد الجموع من داخل المدينة المنورة وخارجها ، وتتابع الإتصالات تعزّي في وفاته ، فسبحان من جعل له هذه المكانة.

كما أن ذكره الطّيب ، وسيرته الحسنة ، هي الباقية بعد رحيله ؛ فأنْعِمْ به من ذِكر، وأكْرِم بها من سيرة ، هاشتاق “العم أمين في ذمة الله” يصل للترند … من هو الداعية الذي نعاه السعوديون على تويتر ؟

نعى سعوديون من مختلف مناطق المملكة ، أمس الخميس، الداعية أمين عبدالجواد ، صاحب اللقب الشهير ”العم أمين“ الذي توفي بعد صراع مع المرض.

– حالة من الحزن :

وقال المشرفون على صفحة العم أمين في موقع ”تويتر“، أن ابن مدينة جدة فارق الحياة صباح أمس الخميس حيث تدهورت صحة العم أمين في الأيام الأخيرة ، وظهر في مقاطع فيديو يطلب الدعاء له ويشكر كل من وقف بجانبه في مرضه .

كما أثار الإعلان عن وفاة العم أمين موجة من الحزن، انعكست في سيل التدوينات التي نعى فيها مدونون سعوديون يمثلون مختلف شرائح المجتمع ، الداعية عبدالجواد ، ويشيدون بمسيرته في الدعوة.

حصل العم أمين شهادة ”دبلوم تجارة“ بعد الثانوية ، وعمل موظفًا في وزارة الدفاع ، قبل أن يتركها ويتفرغ للصيد البحري ويصبح من أشهر صيادي جدة ، قرر العم قبل أكثر من 15 عامًا، التفرغ للدعوة الإسلامية، وتتلمذ على يد عدد من الدعاة المعروفين، مثل عبدالله المصلح محمد المنجد ، قبل أن يصبح واحدًا من أشهر الدعاة بين الجاليات ليسلم العشرات منهم على يديه .

وقادت شهرة العم أمين في الدعوة الإسلامية ، وحث الشبان على الاستقامة والإبتعاد عن المخدرات والتدخين وغيرها من الظواهر السلبية، إلى تحوله لضيف ومتحدث في القنوات التلفزيونية المحلية ؛ ليكتسب مزيدًا من الشهرة.

واشتهر “العم أمين” بحب الخير ومساعدة المحتاجين، واستطاع كسب ود كل من عرفه ، كما كان يظهر على قناة بداية في برامجها، واشتهر خلال ظهوره في جلساته بحثّ الشباب على الاستقامة ومكارم الأخلاق وتقوى الله في السر والعلن.

“العم أمين” كان غيورًا على دين الله حريصًا على نشر الخير للغير ودودًا في علاقاته ، لطيفًا في تعامله ، عامله الله بلطفه ، وجازاه بأحسن عمله ، وتقبل منه طاعته ، وتجاوز عنه سيئاته ، وأكرم وفادته ، ورفع قدره ، وأعظم أجره.

يقول عنه العميد متقاعد علي بن محمد الصقير : أن العم أمين من أنقى وأفضل من قابلت في حياتي ، رجل يملك قلبًا يتسع للكون بأكمله، عندما أتصل به كان يرد علي قائلاً : أهلاً يا أبن العلا … رحمّك الله يا صاحب الوجه البشوش والقلب الطاهر”.

يقول عنه الأستاذ إبراهيم محمد البدير : تعرفتُ على الفقيد عن طريق الأستاذ محمد إبراهيم اليوسف “العم أمين” سليم الصدر، طيّب القلب، يسعى للخير، ويحبّ نفع الغير، والشواهد والوقائع كثيرة لا تُحصى، ويعرفها الكثير.

اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأسكنه الفردوس الأعلى، وأحسن عزاء أهله وذويه، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

حيث غرد عبر تويتر أبو دخيل الزلفاوي أعزي الجميع بوفاة أخي وصديقي وحبيبي في الله “‎العم أمين” الرجل الصالح الكريم الأمر بالمعروف الناهي عن المنكر محب الصالحين الحنون العطوف على الضعفاء والمساكين ، رحمك الله يا أخي وجمعنا بك في الفردوس الأعلى من الجنة (إنا لله وإنا إليه راجعون ) .

قبل الختام :

أولاً : وبحكم مزاملته في قناة بداية لسنوات .

ثانياً : وقبل ذلك وبعد الوفاء الذي يدفعني لكتابة بعض الخواطر عنه؛ فإنّي أقول : رحمك الله ياعنوان الخير والعطاء رحيلك يؤلمنا جميعًا ، يا عنوان الخير والعطاء والنفس الكريمة ، يا صاحب الأيادي البيضاء ، يا صاحب الإبتسامة الصافية المشرقة يا صاحب القلب الطيب الذي يخفق حبًا وودًا للجميع .

أبدًا سوف تكون حاضر بيننا … لن تغيب عن الذاكرة ولن يطويك النسيان ثوابتك الأصيلة وقيمك الطيبة وأفعالك الخيرة باقية وممتدة للجميع ذكريات لن ينسها أحد شمله عطفك وحنانك ورعايتك.

كانت السعادة تملء محياه يحب أن يري الجميع مبتسمين وسعداء ومطمئنين ، بكل ثبات وعزم وإصرار كان يزيل العثرات عن الدروب، ويبذر الخير ، هكذا عرفته يسعي للتفوق في فعل الخير وتمتد يدها بالعطاء والرعاية في صمت هو من شيم وخصال المؤمنين والكبار ذوي النفوس الكبيرة.

كيف لا يتحلى بكل هذه الصفات ؟!

كيف لا يحمل كل هذا القلب الطيب ؟!

رحمك الله … ياعم أمين وتغمدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته وألهم ذويك الصبر والسلوان.

الموت أكبر واعظ ؛ وقد تخطانا لغيرنا ، وسيأتي اليوم الذي يتخطّى غيرنا ليصل إلينا ؛ فالله الله بالاستعداد لهذه اللحظة، التي لا نعلم متى تكون؟ اللهم إن فقيدنا في ضيافتك فأكرم وفادته، اللهم أحسن عزاء عمّتي في زوجها ، واربط على قلبها وقلب أولاده، وإخوانه، وأخواته، وأقاربه.

اللهم إنه بذل جهده ووقته في سبيل الخير؛ فاجزه أحسن الجزاء، واجعل قبره روضة من رياض الجنّة، وأدخله -برحمتك- دار النعيم ، والله من وراء القصد .