كيف تصنع طفلًا مثقفًا ..
عادل النايف | إعلامي و مستشار نفسي و أسري
عندما نصنع طفلًا مثقفًا نصنع جيلاً واعيًا ، و عندما يكون لدينا جيلًا واعيًا يكون لدينا مجتمعًا ليس من السهل أن ينجرف خلف الأوهام ..
التربية تكون سبعًا ثم سبعًا ثم سبعًا ، و يطول الشرح حول هذه المسأله و هي بالمختصر يكتسب الطفل السلوك من والديه في السبع الأولى من عمره و بعد ذلك السبع الثانية و هناك شريك في التربية منها محيط العائلة و المدرسة و بعد ذلك السبع الثالثة و يكون الشريك في التربية المجتمع ، وفي زماننا هذا أصبحت وسائل التواصل المرئي منها و المسموع و المنصات ، شريكًا في التربية و منها شريك السوء للأسف ..
علينا أن نثقف و نعلم أبناؤنا ماهو السلوك الصحيح و ماهو السلوك الحسن و المحمود ، علينا أن نُعلم أبناؤنا القرآن الكريم و الأحاديث النبوية و نزرع فيهم القيم و المبادئ ونثقفهم الثقافة الحقيقية و ليس التقليد الأعمى ..
كذلك تثقيفهم ماهو تراثهم و ماهي هويتهم ، لا أعني بذلك زرع العنصرية بأنواعها أبدًا ، بل زرع العنصرية في الأطفال هو دمارٌ لهم ، يجب علينا أن نصنع جيلًا واعيًا و مثقفًا لا جيلًا تابعًا ، أي نجعلهم مثقفين و لا ينطبق عليهم نظرية القطيع ..
عندما يكون لدينا طفلًا مثقفًا و جيلًا واعيًا ، سوف يكون لدينا عنصرًا فعالًا و خادمًا لدينه و وطنه و لنفسه و والديه ..
عزوف الأطفال عن اللغة العربية و القراءة و هذا أمر محزن ..
هناك رصيد بنكي أليس كذلك ، أيضًا هناك رصيد لغوي ، عندما يحفظ القرآن الكريم سوف يكون لديه رصيد لغوي كبير ..
أصبح بعضًا من الأطفال ضحية لوسائل التواصل وهذا أمر لايستهان به ، السلبي منها أصبح أكثر من الإيجابي إن كان هناك إيجابي بالفعل ..
هناك سن معين للابناء متى يستخدمون الهاتف المحمول و كيفية استخدامه و متابعة القنوات ، ليس مانشاهده الأن ، يتابعون القنوات و يستخدم الهاتف النقال في سن صغير و المحزن لديهم منصات في السوشيال ميديا و يتابعون المتردية و النطيحة من الناس ، أليس هذا محزنًا ؟
هناك بعضًا من البرامج و المسلسلات عبر التلفاز لا ننصح بمشاهدتها أبدًا لأنها لا تحمل قيمة بل تكون هدمًا للقيم و الدين و تضع السم في العسل ..
لاشك أن التثقيف من الأساسيات و هذا دور الوالدين ..
القراءة ركن أساسي ..
متابعة الاسرة من قبل رب الأسرة و تثقيفهم و الحوار الاسري و معالجة المشاكل و تصحيح الأخطاء و اختيار الصحبة الصالحة ..
احترام الوقت و أهمية الوقت لدى الطفل من الصغر ، وهناك الكثير و الكثير من الأشياء الإيجابية التي تجعلنا نصنع جيلًا إيجابيًا ..
هل الشهادات العلمية تصنع مثقفًا ؟
لاشك أن العلم سلاح عظيم و خادمًا لصاحبه و لكن هناك من هو مثقف وهو لايمتلك شهادة علمية ..
من صفات المثقفين الوعي الاجتماعي ، و استقلال فكر ، والمثقف الحقيقي لن يأتي بعصى موسى و لكن يستمد أفكاره و فكره من الواقع و صاحب نظرة مستقبلية ..
اسأل بكيف ، تفتح لك بابًا من أبواب العلم و المعرفة .