الزوجين ..
بقلم : عادل النايف
إعلامي .. و مستشار نفسي و أسري
خلق الله الزوجين بطباع و صفات مختلفة والحياة الزوجية عبارة عن تجربة حياتية يقودها الزوجين نحو النجاح أو الفشل وهناك العديد من الأمور التي تجعل الحياة تستمر و تستقر بين الزوجين لعل من أهمها “التغافل” و أجملها “الصبر و الرضا” .
من الأمور التي تربط الزوجين هي المودة و الرحمة .
قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون) قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبًا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
ولكل من الزوجين مهامه التي أمر بها ديننا العظيم .
وفي الحقيقة أن الزوجين يكملان بعضهما البعض و ليس بينهما سرًا والحياة مشاركة و مودة و صبر و الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع و من الأمور المهمة أن يبحث الشاب عن شريكة حياته و عليه أن يُحسن الاختيار و يثقف نفسه عبر الكُتب المصرح بها أو الدورات التدريبية من قبل المتخصصين و المصرح لهم في هذا المجال .
وكما قال النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأةُ الصالحة) الزوجة الصالحة سند لزوجها و أمٌ فاضله لأولادها وصلاح المرأة صلاحًا للمجتمع .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك أي عليك بذات الدين فهي المعين لك بعد الله .
في يوم من الأيام كنت أقدم دورة تدريبية عن الحياة الزوجية أكثر ما يحزنني هو قول الزوجه أنا لست بخادمه و الزوج يقول لدي مشاغلي .
الله سبحانه وتعالى جعل العلاقة الزوجية من أرقى و أجمل العلاقات .
لماذا جعلنا وصف الخدمة أمرًا مذمومًا !؟
هل يجب على المرأة خدمة زوجها ؟
قال تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) الرجل عليه حقوق تجاه المرأة و واجبات،وكذلك المرأة.
إذًا على المرأة أن تصلح بيتها و أمور زوجها و تحسن معاملته و تحفظ سر زوجها و تحسن تربية أولادهم و هم شركاء في تربية الأبناء بل شركاء في جميع أمورهم فهما زوجين مكملين لبعضهما ، و مكانة الزوج كبيرة ، وله إحترامه وكذلك مودة الزوجة و تقديرها من قبل زوجها أمر يجعل العلاقة تدوم .
والزوجة التي تتميز بالذكاء هي من تكسب زوجها و تعرف ماذا يريد و ماذا يحب و ماذا يكره .
بعضًا من النساء لاتعرف الوقت المناسب للحديث مع زوجها ، و هذا ما يجعل العلاقة غير جيدة .
اختيار الوقت المناسب لحديث ما أو حديث معين مع الزوج هذا أمر مهم .
هناك الذكاء العاطفي و هناك الذكاء الاجتماعي .
ومن الذكاء العاطفي : قدرتك على التعامل السليم مع ذاتك و مشاعرك و القدرة على فهم عواطف و مشاعر الطرف الآخر أو الآخرين و إدارتها بشكل إيجابي ، والذكاء العاطفي يبدأ من الداخل .
الذكاء العاطفي أبعد مايكون عن الضعف وهو بناء علاقة جيدة مع المجتمع المحيط بك .
ضبط الانفعالات أمر مهم والحوار الهادف و السليم و تقبل الطرف الآخر و إحترام وجهات النظر أمر مهم جدًا .
أحيانًا تكون المشكلة صغيرة جدًا ولكن الكلمات أثناء النقاش أو “الحوار” تنتهي بفعل أو أمر سيء غير متوقع قد يقع الطلاق وهذا هو السبب في دمار الأسر و ضياع الأبناء .
وهناك فرق بين التفاعل و الانفعال : التفاعل مطلوب في حياتنا بشكل جميل و نتفاءل وعلينا أن نحرص على الطاقة الإيجابية دومًا .
و الانفعال يكون استجابة سلبية لحدث ما وأيضًا لا نجعل الغضب يسيطر على حياتنا بشكل سلبي و مزعج قد نخسر الكثير بسبب الغضب .
علينا أن نتخلص من المشاعر السلبية كي نستمتع بحياتنا .
هل المهارة مكتسبة ؟
بالتأكيد نعم لقد تم طرح نظرية الذكاء الاجتماعي للمرة الأولى على يد عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك سنة 1920 وعرف خلالها الذكاء الاجتماعي بأنه “القدرة على فهم وإدارة الرجال والنساء كبارًا وصغارًا للتصرف بحكمة في إطار العلاقات الإنسانية” و الذكاء الاجتماعي ليس فطريًا وإنما هو مكتسبًا ، فلا أحد يولد ذكيًا إجتماعيًا بل إنه يكتسب مجموعة من المهارات التي تسهم في تعزيز ذكائه الاجتماعي وتنميته وتطوير الذات مهم جدًا لكل فرد .
الذكاء الاجتماعي أو الوعي بالعلاقات مهارة مكتسبة التوسع بالعلاقات مع الآخرين أو العلاقات المجتمعية قدرة على فهم الآخرين و الثقة بالنفس و التواضع و السلوك الجميل يجعل لك قبولًا في قلوب الآخرين .
هل هناك علاقة بين العقل و القلب في الذكاء العاطفي و الاجتماعي ؟
نعم وعندما تكسب هذه المهارة سوف تكسب مهارة التوازن بين القلب و العقل بمعنى اتخاذ القرار بشكل صائب و صحيح كذلك إدارة العواطف و التحكم بالانفعالات وهذه مهارة كي لايقع الإنسان بالخطأ .
يجب أن تكون العلاقة بين الزوجين علاقة محبة و مودة و رحمة .
وقال النبي الأمين عليه الصلاة و السلام :
( لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها )..
وهو الاحترام و التقدير و الطاعة لزوجها و حق الزوج على الزوجة كبير .
ولو كان السجود لغير الله لأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم سجود المرأة لزوجها لعظم حقه عليها .
ولا ننسى قصة جابر رضي الله عنه عندما مات والده وترك له أخوات فلم يناسب حاله الزواج من بكر صغيرة في مثل أعمارهن ورغب رضي الله عنه بنكاح ثيب تقوم على خدمتهن ورعايتهن فوافقه النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم بكرًا أم ثيبًا : فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك .
فرد جابر رضي الله عنه : (فقال للنبي صلى الله عليه وسلم بأن أباه عبد الله مات وترك له أخوات وكره أن يأتي لهن بامرأة مثلهن فتزوج ثيبًا ، لتقوم عليهن وتصلحهن .. فقال له النبي خيرًا ، أو كما قال عليه الصلاة و السلام .
فإذا كانت الزوجة تقوم على أخوات الزوج وتساعد في إصلاح شؤونهن إذًا خدمة الزوج و إصلاح شؤونه من باب أولى .
يجب على المرأة أن تصلح بيت الزوج وتربي الأولاد فكل منهما يكمل الآخر .
الاحترام بين الزوجين يجعل المحبة تدوم و كما أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( رفقًا بالقوارير) وقال صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي) و علينا أن “ندرك” أهمية الاختلاف و مرحلة الإدارك هي مرحلة نبوغ العقل .
العقل ..
فالاختلاف بين الناس من سنن الله الكونية.
قال تعالى ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة
و لايزالون مختلفين ..) والزوج أو رب الأسرة يعتبر مصدر الأمان لزوجته و أبناءه بعد الخالق عز وجل .
الاختلاف في الآراء و و جهات النظر من الظواهر الصحية لدى الشعوب المتحضرة .
وهناك الفروق الفردية بين الناس و بين الإخوة أيضًا.
الحياة الزوجية لاتخلوا من المشاكل و الحياة فرح و كدر ولكن علينا أن نتحمل بعضنا البعض ولا يعلم أحد بمشاكلنا أو خلافنا و خاصة بيت أهل الزوجة أو الزوج .
و لكي نقلل من المشاكل علينا أن نقبل بعضنا و نجتهد بتعديل السلوك الغير جيد و نحافظ على الخصوصية بيننا كزوجين و أسرار المنزل تبقى في المنزل .
هل السلوك مكتسب ؟
نعم السلوك مكتسب و علينا أن نبدل السلوك الغير جيد بالسلوك الحسن و الجميل .
الحائط أو الجدار : عندما تتحدث أو تحاور شخص ما و يغلق الحوار أو النقاش أو يرفض تمامًا أو يستخدم اسلوب التأجيل هذا سلوك غير جيد و يجعل بينكما حاجزًا و يعتبر مماطلة و هروب عن الواقع .
الملفات : و نقصد بذلك بعضًا من الناس أو الشريكين لديه مشكلة و يقوم بتأجيلها و عدم حلها و هذا قد يؤثر على علاقتهما كزوجين لابد من إغلاق هذا الملف عن طريق الاعتراف بالمشكلة و تشخيصها و بعد ذلك العلاج أو الحلول .
التكاتف بين الزوجين و المصارحه بينهما و حل مشاكلهم و التعاون عليها أمر مهم و يجعل العلاقة متينه و جميلة.
التثقيف أمر مهم : و الثقافة الحقيقية هي المداومه على قراءة القرآن الكريم .
والقرآن الكريم نتعلم منه السلوك الصحيح الذي يجعلنا نعيش الطمأنينة و الإدراك و الوعي و الأمل و التفاؤل .
ونعلم أبناءنا القرآن و سوف يعلمهم القرآن الحياة الحقيقية و الصحيحة .
الفطرة : لايمكن تغييرها الرجل مهم جدًا في حياة المرأة و كذلك المرأة مهمة في حياة الرجل .
لايمكن لنا أن نغير الفطرة أبدًا و هذه سنة الله في خلقه علينا ألا ننقاد خلف الأوهام .
على الزوجين أن يتجنبوا الجدل المزعج و المشاكل أمام الأبناء لأن هذا الأمر له عواقب و أضرار على الأبناء .
و على الزوجين أن يعيشا المحبة و المودة و السعادة الحقيقية .
على الزوجين فهم لغة الجسد الفهم الصحيح و العلمي .
ماهي السعادة الحقيقية ؟
السعادة الحقيقة هي السلام الداخلي و الطمأنينة و التفاؤل و على الزوجين أن يتجنبوا المقارنة و النقد و اللوم المستمر .
هناك القتلة الثلاثة :
•المقارنة •النقد •اللوم
عند مرحلة الإدراك سوف يكون الإنسان أكثر هدوء و يتظاهر بعدم الفهم و يتخطى مسألة العتب ويتصالح مع ذاته و يبتعد عن المقارنة والتقليد و يعي أن القتلة الثلاثة :النقد و اللوم و المقارنة تاخذ من وقته الكثير دون فائدة ويدرك قول الله تعالى (وإذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة) وهي تمام العقل والخبرات و القوة .
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي شريكًا غير جيد في تربية الأبناء ، و هدمًا للعلاقات الجميلة بين الزوجين و عدم استقرارها .
أفسدت متعة العيش بينهما و هدرًا للوقت دون فائدة على رب الأسرة و ربان المركب أن يقود السفينه لبر الأمان و الراحة و الاستقرار وفي الختام أحسنوا الاختيار .