التمور بين الحلم والواقع في رؤية 2030

د- عبدالعزيز العنزي :

تتقدم السعودية بخطى حثيثة نحو الريادة في زراعة التمور حيث استطاعت خلال سنوات ليست طويلة من القفز من المرتبة الرابعة الى المرتبة الثانية في قائمة اكبر منتجي التمور عالميا، لتتبوأ في العام 2022 على عرش ريادة صادرات التمور. فالسعودية اليوم هي الدولة الأولى في حجم صادرات التمور كما وقيمة حسب تصريح وزارة البيئة والمياه والزراعة الذي أشار الى ان المملكة حققت زيادة في صادرات التمور ومشتقاتها خلال 2022 بنسبة قدرها 5.4% على أساس سنوي، بكمية تجاوزت 321 ألف طن وبقيمة قدرها 1.28 مليار ريال.

وفي تصريح خاص ، قال عبد الحليم حماد الانصاري ، نائب رئيس مجلس الإدارة الجمعية التعاونية للتمور بالمدينة : عندما اعود بالذاكرة الى الأعوام التي واكبت انتشار كوفيد 19 وتسببت في انخفاض مستوى الطلب ولكن بحمد الله تجاوزنا المرحلة وعادت الطموحات الى اعلى افاقها وأصبحالحلم واقع وتجاوزت صادرات التمور ارقامها السابقة لتحققالسبق وتتماشى مع تطلعات رؤية 2030 .

وأضاف بقوله : الان جاء وقت رفع سقف الطموحات مع تأسيس شركة “تراث المدينة” لتسويق العجوة والتي أسسها الصندوق السعودي للاستثمار في خطوة تعتبر نقلة هائلة وطموحة في صناعةالتمور ونظرة تشي بتطلعات القيادة الى خصوصية المناطق ورسم القاعدة الاقتصادية لكل منطقة بناء على الميزة النسبية.

واضاف : اننا في الجمعيات التعاونية نستبشر خيرا ببشائر الخير, حيث ارتفعت الصادرات لتصبح المملكة المصدر رقم واحدعالميا ويجيء انشاء شركة “تراث المدينة” ليضمن ديمومة هذاالسبق خصوصا اذا تم اعتبار شركة “تراث المدينة” شركةمسوقة لمنتجات المدينة من التمور مع التركيز على العجوةوممكنة في نفس الوقت لشركات تسويق منتجات التموربالمملكة بشكل عام ولعلي اضيف فكرة ان يقوم المجلسالوطني للنخيل والتمور بالتنسيق مع شركة ثراء المدينة والجمعيات التعاونية بحملة تعريف بمنتجات المملكة من التمورمن خلال فرض مبلغ ثلاثون ريال تحت مسمى دعم المنتج المحلي على تأشيرات العمرة والعمل والقدوم والخروج والعودة والسياحة يستفيد من خلالها صاحب التأشيرة من هدية من منتج التمر تسلم له عند المغادرة تحمل في طياتها مواصفاتالتمر وكيفية الحصول عليه في بلده حيث يتوقع ان ترفع هذهالبادرة صادرات التمور السعودية الى الضعف اي ما يقاربمليارين ونصف خلال ثلاث سنوات وان تحقق عائد لا يقل عننصف مليار ريال سنويا لصالح المزارع والجمعيات التعاونيةوبالتالي يصب هذا في الناتج الوطني للبلاد.

وأردف : ونتمنى على الجهات المهتمة بزراعة وتسويق التمور الاستفادةالقصوى من النشاط الزراعي التعاوني وتكليفه بتوليالاهتمام بمستوى الجودة الفائقة بواسطة المساعدة علىتطبيق GAP (الممارسات الزراعية الجيدة) على مستوىالمزارع الامر الذي يضمن سهولة المنافسة المحلية والعالميةوكذلك اتباع الطرق الحديثة في الحصاد والتخزين والتداولللحفاظ على القيمة التسويقية للتمور والعمل على رفع مستوىجودة عمليات التعبئة والتغليف، مع عدم اهمال أهمية صناعةالمشتقات والتي تعظم القيم المضافة للمنتج مع وضع الياتللاستفادة من مخلفات التمور وجعلها من المخرجات الصديقةللبيئة وذات المردود المالي.

واقترح الأنصاري بأن تتم الاستفادة الكاملة من مجلس التمور الدولي الذي تبنت المملكة فكرة تأسيسه لتبادل الخبرات بين الدول المنتجة للتمور وإقامة شراكات في مجال الصناعات التكميلية والتحويلية وفتح أسواق خارجية وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال مكافحة آفات النخيل وسبل الاستفادة من مخلفات أشجار النخيل والتمور.