يكفي إزعاج
بلقم / د. محمد الجار الله
يزعجني كثيرًا الكمية الهائلة من إعلانات الوظائف الحكومية من خلال الصحف الورقية والإلكترونية ، وفي ذات الوقت لايوجد إعلان عن وظائف في القطاع الخاص ، يماثل الإعلانات الحكومية للوظائف.
أعتقد أن هذه الإعلانات كثير منها غير حقيقي، أو هي محجوزة لفئة معينة ، بدليل أن العطالة كما هي ويعاني منها شبابنا وشاباتنا منذ زمن ليس بالقصير ، وعلى الرغم من رحيل كثير من العمالة الوافدة ، وأغلقت محلات ومراكز بسبب ذلك ، لم يجد المواطن المعطل فرصة لا في العمل الحكومي ولا الخاص.
يتخرج الكثير من الشباب والشابات من الجامعات، والكليات في تخصصات شتى، ومع ذلك لم يجدوا فرصة لمزاولة العمل في القطاعين الحكومي والخاص، إلا القليل منهم، والمؤهل للعمل لهم هو فيتامين (واو)، وربما النادر منهم يحالفه الحظ ويجد فرصة عمل.
أعزو ذلك إلى بداية فتح باب إستقدام العمالة الوافدة، الذي فُتِح على مصرعيه، وأصبح من السهولة الحصول على تأشيرات لإستقدام تلك العمالة، مجرد الحصول على ترخيص من البلديات ، أو سجل تجاري من وزارة التجارة والإستثمار، تكتمل مسوغات الحصول على كمية من التأشيرات بحسب النشاط، أيضا كانت هناك جهات حكومية تمنح التأشيرات بكميات كبيرة دون شرط الحصول على رخص البلدية أو السجل التجاري، وليس هناك شروط تطبق على العامل المستقدم من حيث كفاءته، وخبراته، وإجادته للعمل بالمهنة التي أستقدم عليها، وأصبحت بلادنا أكبر معهد عالمي لتدريب العمالة الوافدة.
قابل ذلك إغلاق المعاهد المهنية التي تؤهل شبابنا، للعمل في مهن، ميكانيكي، وكهربائي،وحداد، وخراط، وسمكري، ومايماثلها من المهن التي دربنا فيها العمالة الوافدة، وهي التي تتحكم بسوق العمل في تلك المهن.
كان قرار تحويل المعاهد المهنية إلى كليات، قرارًا غير موفق، ولم نتلمس ذلك، إلا بعد رحيل العمالة الوافدة التي كانت مسيطرة، ومهيمنة على المهن التي أشرت إلى بعض منها في الفقرة السابقة.
● ماذا بقي ؟
بقي القول :
هل بالإمكان معالجة وضع المعطلين؟ نعم بالإمكان متى ما اعترفنا بوجودها وزيادتها، والحلول كثيرة، ربما البناء من جديد يساعد الأجيال القادمة لعدم المعاناة مع العطالة، ربما إعادة التفكير في تكثيف المعاهد المهنية، والتركيز في الجامعات والكليات على احتياج سوق العمل في القطاعين الحكومي والخاص، أمر يساهم كثيرًا في الحد من زيادة العطالة.
● ترنيمتي :
● ودي ارتق ثوب بحرك لو إنشق شوي
● ولك أصنع من هوى الأشواق جناح
● البحر غدار ماله أمان لكل حي
● المد سلاحه القوي والعواصف والرياح