بعد غياب طويل شاعرة «تقوى الهجر» تبوح بأسرار غيابها للراية
حضورها مثير وغيابها أشد إثارة ظهرت بسرعة فكانت القمة عنوان ومكان لها وتميزت بقوة الكلمة وجزالة القصيد وسلاسة الكلمات التي تنهل من نهر الشعر الجارف .
أذهلت بحضورها القوي الساحة الشعرية برمتها ولكنها سرعان ما اختفت بشكل مفاجئ ليترك هذا الاختفاء على الساحة الشعرية الباب علي مصرعية للاستنتاجات والتكهنات حتى أصبح مجالاً خصباً للشائعات التي طاردتها محاولة استفزازها للرد عليها ولكن دون جدوى بعد أن أحاطت عالمها بسياج من السرية تاركة علامات التعجب والاستغراب بحجم السماء لهذا الغياب المثير .
ورغم غيابها لسنوات عن المشهد الشعري إلا أنها لم تغب عن خيال جيل كامل عاصرها وعاش معها الأيقونة الخالدة “تقوى الهجر” .
صحيفة “الراية” وبحوار حصري التقت بالشاعرة الأمل المجروح لتشارك قرائها الأبحار في محيط عالم الشاعرة التي عشقت الشعر فعشقها.
في البداية حدثينا من هي الأمل المجروح ؟
الأمل المجروح هي أمل ال حسين، أنتمي لقبيلة الدواسر وتحديداً ودعانية وأنا أم ، منفصلة ، حاصلة على شهادة الماجستير ، أنظم الشعر ولكن لم و لا أتعامل مع الشعر كمصدر عيش بأي شكل من الأشكال.
كيف كانت البدايات ومتى كانت الانطلاقة الحقيقية نحو عالم الشعر ؟
البدايات كانت منذ الصف الأول متوسط حيث كان عمري 12 سنة، كنت أنظم القصائد عن القطط والمدرسة، اما الانطلاقة فكان والدي رحمة الله عليه يخصص لي وقتاً لاقرأ له ما كتبت وكان يشجعني.
بحكم أنك امرآة وفي مجتمع تحكمه العادات والتقاليد هل واجهتي صعوبات أو عراقيل في بدايتك الشعرية؟
بداياتي الشعرية كنت كما ذكرت سابقاً طفلة ، ففي بداياتي لم أواجه أي صعوبات.
ظهرت الشاعرة الأمل المجروح بسرعة اذهلت الساحة الشعرية برمتها ولكنها بنفس السرعة إختفت، وبين ظهورها واختفائها خلق خلالها مجال خصب للشائعات ، ماهي الاسباب؟
غيابي بعد أغنية تقوى الهجر مباشرةً كان بسبب عدم تقبل ظهور الشاعرات كعنصر نسائي عند أغلب العوائل.. أما غيابي في الوقت الحاضر والماضي القريب فهو بسبب ابتعادي عن الاضواء و الظهور بسبب ما قد تسببه من أثر سلبي قد يطغى على أثره الإيجابي.
بصراحة هل غابت الأمل المجروح ام غُيِّبَتْ لسببٍ ما ؟
إجابة هذا السؤال بـ شِقّين: أولا: والدي رحمة الله عليه كان ولآخر أيامه يشجعني على إصدار ديوان شعري ، كذلك والدتي شفاها الله وعافاها و مرضى المسلمين جميعاً.
ثانياً: مِن المعروف انَّ مَن أراد الظهور، فلن يستطيع أن يغيّبه أو يمنعه إلا الله سبحانه ، لذلك أنا لم ولا أرغب في الظهور وما وغيّبني إلا شعوري بالخوف من الظهور، وارتياحي في البقاء بعيده عن الاضواء.
تواجد أثناء ظهورك للساحة الشعرية نخبة من الشاعرات اللاتي فرضن أسمائهن مثل ريمية و بنت أبوها و الراسية و غيوض، و غيرهن .. ألم تسبب لك هذه الأسماء خوف من الفشل؟
في بلادي أسماء كثيرة من المبدعات، منهن ما ذكرت في سؤالك كمثال وهنالك العديد اللاتي لن يتسنا لي حصرهن في صفحةٍ واحدة .. و لكن لماذا يسبب لي ظهورهنَّ الخوف من الفشل و أنا لا ارغب في الظهور !!
انا سعيدة جداً لشاعرات المملكة وشعَّارها، ويكفيني أن الوقوف خلف الستار لأستمتع بما أراه من ابداعات.
على الرغم من وجود شاعرات لهن أسمهن الشعري في الساحة الفنية لكنك استطعت وضع مكانة مميزة لك من أول ظهور ، ألم يكن هذا يشكل عامل ضغط على الشاعرة الامل المجروح ؟
أعود لانوه على أنّي لم ادخل في مقارنة أو منافسة أو مسابقة مع أيٍّ من شاعرات المملكة.. فلماذا يُشَكِلُ لي أو لهُنَّ ظهوري عامل ضغطٍ .
تقوى الهجر ، هذه الأيقونة الخالدة ماذا تمثل للأمل المجروح ؟
تقوى الهجر هي قصيدة من ضمن قصائدي والتي سبق وأن ذكرت قصتها سابقاً، أعتز بها وأحبها كحبي لقصائدي الاخرى.. ولكن تقوى الهجر تميزت بأنْ ترنّم بها الفنان القدير خالد عبدالرحمن فازدانت كعروس لا تشيخ.
ما هي القصة الحقيقية للولادة الرائعة لقصيدة تقوى الهجر؟
كما ذكرت مسبقاً ان تقوى الهجر كانت وليدة لحظات من خيبة أمل عظيمة لصديقة لي، بكت على كتفي وسمعت آه القهر ترن في المكان و تضرب في قلبي.. فوضعت نفسي في موضعها و عدت إلى المنزل لأكتب رداً على ذلك الخائن وكأني هي .. فكان ردي على كل شطر من أغنية الفنان محمد عبده أبعتذر والذي أستخدم كلماتها زوج صديقتي كاعتذار لسفره للدراسة، فـ رددت وكأني هي.. و كانت تقوى الهجر.
هنالك من ربط بين الشاعرة الأمل المجروح وشخصية شاعر معروف وبارز في تلك الفترة بل كانت الشائعات في أوجها عندما كانت تتحدث عن أن الأمل المجروح هي زوجة تلك الشخصية ؟
الربط غير صحيح، لم اتزوج من تلك الشخصية ولا يوجد اي رابط بيني وبينه مع إحترامي وتقدير الكبير له .
بعد رائعة تقوى الهجر القصيدة اللي أداها الفنان الكبير خالد عبد الرحمن وكان لها صدى كبير جداً انتشرت في كل أنحاء الوطن العربي اختفت الشاعرة الأمل المجروح عن الساحة الشعرية، هناك من ربط بين هذا الإختفاء و بين عدم قدرة الشاعرة أمل المجروح على تجاوز نجاح تقوى الهجر ففضلت الغياب ؟
بالحقيقة أنا لم أظهر منذ غناء الفنان خالد عبدالرحمن لتقوى الهجر و كان ظهوري بشكل محدود كشاعرة فعاليات العيد في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي لمدة خمسة أعوام متتالية اتوقع منذ عام ١٤٢٩ هـ حيث كانت الإعلامية الأستاذة الجوهرة الدهيم تدفعني للإستمرار في المشاركة بقصائدي في المركز.. وحتى اعتذرت لإني لم ارغب في الظهور منذ البداية رغم نجاح الأمسية في تلك الفعاليات آنذاك .. فكيف أختفي لاني غير قادرة على تجاوز نجاح تقوى الهجر .
يقال أن قصيدة تقوى الهجر حصل تعديل في بعض كلماتها بعد اعتراض الفنان خالد عبد الرحمن على بعض الكلمات في مطلع القصيدة هل حصل ذلك بالفعل؟
لم يكن اعتراض، ولكن كان مطلع قصيدتي هو ( لا تعتذر من هي أنا حتى تدور لي عذر) فلا يمكن للفنان خالد عبدالرحمن أن يغني على لسان أنثى !!
فغيّر بدايتها لتكون ( وش لي بقى عندك تدور لي عذر ).. فلم يكن إعتراض ولم اكن أعلم بوصولها للفنان خالد حيث أرسلتها صديقتي آنذاك إلى أبو نايف مع تدوين إسمي الكامل و لقب الأمل المجروح.
قصيدة تقوى الهجر، هناك من ربط بينها وبين قصيدة ابعتذر للرائع الأمير بدر بن عبد المحسن بل تطور الأمر وقيل انها رداً عليها خاصة إن الكلمات والأسلوب متشابه لدرجة كبيرة جداً جداً.
نعم، تقوى الهجر كانت رداً على قصيدة ابعتذر لسمو الأمير بدر بن عبد المحسن حيث أستخدم كلماتها زوج صديقتي حينما كتبها في ورقة و أرسلها لها كعذر لهروبه في إبتعاث للخارج.. و جاء ردي على الكلمات المكتوبة أمامي ولم أعلم أنها اغنية آنذاك.
يا أمل مجروح أغنية ظهرت بعد انتشار رائعة تقوى الهجر، السؤال هل كانت تلك الاغنية رداً على قصيدتك تقوى الهجر و برايك هل كان هذا إستثمار لأسم الأمل المجروح لتحقيق النجاح في تلك الفتره؟
لم يكن الفنان ماجد الماجد رحمه الله يحتاج مثل هذا التصرف لينتشر، فقد كان مطرباً معروفاً في تلك الفترة .
كيف ترين وضع الساحة الشعرية بين فترتين: فترة سادت فيها المجلات الشعبية ثم أختفت وفترة ثورة السوشل ميديا أيهما برأيك خدم الساحة الشعرية أكثر ؟
من المعروف انَّ السوشل ميديا أو وسائل التواصل الاجتماعي لها الأثر الكبير في سرعة الإنتشار عالمياً، لا عربياً فقط، ولا تقارن من ناحية الإنتشار بالمجلات الشعرية ولكن إنتشار الشيء لا يعني جودته .. قديماً المجلات كانت لا تنشر إلا الشعر الجزل لكي لا تخسر المجلة قراءها، ولكن مع وسائل التواصل الاجتماعي لا يوجد من يمنع إنتشار أي قصيدة حتى ولو كانت لا تليق، فتضطر لقراءةٍ مكثفه لتجد ما يليق بأن يكون شعراً جزلاً.. ولكن لا ننكر فضل وسائل التواصل الاجتماعي في اظهار الجميل هذا المجال وغيره و اعطائه الفرصة لامتاع المجتمعات.
كيف ترين تجربة الشعر النسائي وهل أرضية الشعر النسائي خصبة وجذابه في الساحة الشعرية ؟
الشعر النسائي لا يقل قيمةً او اهميةً عن الشعر الرجالي، حيث الخنساء و قبلها وبعدها الكثير من الشاعرات اللاتي سحرن القلوب بروائع قصائدهن.
المسابقات الشعرية التي تعرض في القنوات الفضائية هل هي إضافة للشعر والشعراء والساحة الشعرية أم إستنزاف مادي و وتسويق تجاري بحت؟
لا املك حق الحكم على مثل هذا الأمر.
النقد البناء للقصيدة يخدم الشاعر أو الشاعرة من هو الناقد والموجه في قصائد الأمل المجروح؟
الناقد الوحيد الذي كنت اثق في نوايا و قوة و صدق نقده كان والدي رحمة الله عليه ثم نفسي ثم القارئ وليس أيُّ قارئ .
لكل شاعر أو شاعرة طقوس في كتابة القصيدة ما هي طقوس، الأمل المجروح في كتابة القصيدة؟
لا يوجد طقوس معيّنة،إنما عنصر الهدوء والتركيز يجب أن يتوفر اثناء نظم القصيدة.. لذلك أجد حب قصائدي تكون في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر.
هل شاركت الشاعرة الأمل المجروح في مهرجانات وأمسيات شعرية؟
نعم، شاركت في فعاليات العيد في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي كشاعرة الفعاليات تطوعاً لمدة خمس سنوات ثم اعتذرت عن المشاركة واختفيت.
اما بالنسبة للأمسيات فهي تعتبر زيارات وليست أمسيات بمعنى الكلمة وهي كثيره ولكن بدون حضور للإعلام.. و الأمسية الوحيدة التي أنتشرت كمقاطع من تصوير صديقاتي هي التي كانت في تبوك يوم الخميس الموافق 21/10/1444 في احد مراكز الفنون .. عدا ذلك فانا كما ذكرت لا أفضل الظهور .
كلمة أخيره لشاعرتنا الأمل المجروح في ختام هذا اللقاء الصحفي مع صحيفة الراية ؟
شكراً لكم على هذا اللقاء وأتمنى لصحيفة الراية المزيد من التألق والنجاح في المملكة العربية السعودية والعالم العربي.
كعادتها الأمل المجروح مبدعة وأنيقة كلمة وحوار وتأثير موفقة
شاعره من الله شكرا على القصيده التي وضعت اثر في نفوس اغلب الجمهور نحبك 🤍🤍
رايع
تقوى الهجر كانت سبب من أسباب شهرة الفنان خالد عبدالرحمن. شكراً لك أستاذة أمل لأنك بطريقة غير مباشرة قدمتي لنا الفنان خالد عبدالرحمن.
شكرا لك لأن هذه الأغنية لها ذكريات عظيمة لأغلب جيل التسعينات الميلادية.
شكراً وشكراً وشكراً لن نوفي حقها.