وفاة طفل كل ساعتين.. أطباء بلا حدود توثق الأوضاع الكارثية في مخيم زمزم بالسودان
يموت طفل كل ساعتين”، بهذا التعبير دقت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الإثنين ناقوس الخطر حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأطفال في مخيم “زمزم” للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان، بسبب سوء التغذية، داعية إلى استجابة إنسانية واسعة وطارئة.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي إن أزمة سوء التغذية في معسكر زمزم الواقع شمال دارفور “تتطلب استجابة إنسانية عاجلة حيث يموت طفل كل ساعتين” ودعت إلى “التعبئة الجماعية للمجتمع الدولي، وتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية بشكل فوري ومنسق من أجل إنقاذ الأرواح”.
وأكدت أن “تقييما سريعا للتغذية والوفيات، أجرته منظمة أطباء بلا حدود، كشف عن وضع كارثي في مخيم زمزم، منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في أبريل/نيسان من سنة 2023، كما أكدت أنه “تم الوصول إلى جميع مستويات الطوارئ الخاصة بسوء التغذية”.
“وضع كارثي تماما”
ونقل نفس البيان عن كلير نيكوليت، رئيسة الاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان، تأكيدها أن “ما نراه في مخيم زمزم هو وضع كارثي تماما، وتشير التقديرات إلى أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في المعسكر”، كما أضافت أن “أولئك الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والذين لم يموتوا بعد، أكثر عرضة للوفاة في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع إذا لم يحصلوا على العلاج، وحالتهم قابلة للعلاج إذا تمكنوا من الوصول إلى منشأة صحية”.
وأظهر تحليل نشرته مبادرة “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” العالمية المشتركة بين 15 منظمة تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات إقليمية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، معاناة 5 ملايين و830 ألف شخص في السودان من انعدام أمن غذائي حاد، في الفترة بين أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 2023.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر في بداية الشهر الجاري من الأزمة الغذائية في السودان مؤكدا أنه يتلقى تقارير عن أشخاص يموتون جوعا في البلاد، وإن عدد الجائعين تضاعف خلال العام الماضي مع حرمان المدنيين من المساعدات بسبب الحرب.
وأوضح البرنامج أنه تمكن من إيصال المساعدات إلى واحد فقط من كل عشرة أشخاص في تلك المناطق، والتي تشمل العاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور بالغرب وولاية الجزيرة، حيث توغلت قوات الدعم السريع مؤخرا، وأن أن عمليات تسليم المساعدات في السودان محدودة بعدما علقت 70 شاحنة في بورتسودان لأكثر من أسبوعين، ونحو 31 شاحنة أخرى في مدينة الأبيض لأكثر من ثلاثة أشهر، وهما مدينتان يسيطر الجيش عليهما.