العطوي : المسابقات الشعرية لا تنصف الشعر الحقيقي انتشار السرقة الأدبية بسبب كسب الجماهيرية الزائفة

حوار: بندر بن عبدالعزيز الفدغوش :

في الليلة الظلماء يفتقد البدرُ ” ولكن في الساحة الأدبية نفتقد الصراحة وقد تغيّب المجاملة الكثير من الأمور التي تستحق ان نسلط الضوء عليها لذلك أحببت أن أضع هذا الحوار والذي نرى فيه الكثير من الصراحة في قالب أدبي قد يستمتع به البعض وكان هذا الحوار مع الشاعر مهدي عيد العطوي واتمنى ان يستمتع به جميع من تقع بصيرته عليه دعونا نتعرف عليه اكثر :

البطاقة التعريفية للشاعر : 
مهدي عيد العطوي  شاعر سعودي من منطقة تبوك نائب رئيس نادي حبر الشعراء  صدر له ديوان بعنوان شهقة مهرجان الجنادرية بالرياض شارك في مهرجان الشارقة للشعر النبطي
شارك في مهرجان عشتار بالأردن
مهرجان شبيب الدولي بالأردن
مهرجان البتراء الثقافي بالأردن
شارك في العديد من الأمسيات داخل وخارج السعودية
أمسية سمايل بسلطنة عمان
أمسية مندوس آلخليج بسلطنة عمان
أمسية حبر الشعراء بتبوك
أمسية الرسم بالكلمات بتبوك
أمسية ربوع العين بالإمارات

له العديد من اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية
نشر في العديد من الصحف والمجلات

 كما عرفنا عن الشاعر مهدي  انه من محبي الشعر وأكثر المهتمين فيه وبالمواهب الشعرية الأصيلة  كما انه شاعر محب للحياة والشعر الغزلي ويمتاز بالوصف كما ان من اجمل ابياته يقول فيها :

الريح ما تتعب إذا الغصن ذاوي
‏يطيح من زفرة على القاع ذايب
.
‏والوقت مايرحم كثير الشكاوي
‏اللي على همه دموعه سكايب

– كيف كانت بداياتكَ الأولى معَ الشعر ؟
نشأت في أسرة محبة للشعر و الثقافة بشكل عام كانت مجالسنا لا تخلو من الشعر و القصص التراثية وهذا كان له اثر كبير في تعلقي بالشعر كتبت الشعر في المرحلة المتوسطة

– كيف كانَ تعامل الأسرة معَ موهبتكَ في البداية ؟

كانوا يشجعوني بشكل كبير وخاصةً والدي – رحمه الله – وامي – حفظها الله – واخي جزاع كونه يكبرني وهو شاعر فصيح ملم بالأوزان والعروض فكان لكل من هم دور كبير في تكوين ملامحي الشعرية .

: هل في كانَ في عائلتكَ شاعرًا فتأثرت به ؟

كانت المجالس العائلية فترة الثمانينات هي المدرسة الشعرية المتاحة بشكل أسبوعي ، فلم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي لتعرف على شعراء خارج نطاق العائلة و القبيلة و حتى البرامج الشعرية المتخصصة كانت محدودة جداً ولم يكن هناك إلا الصحف والمجلات الورقية المهتمة بالشعر ، لذلك من الطبيعي ان اتأثر بشعراء العائلة
فتأثرت بخالي الشاعر ابراهيم ثم تأثرت باخي الشاعر جزاع كونه شاعر فصيح و يكتب عامودي و حداثة .

– من هُم الشعراء الذينَ تأثرَ بهم الشاعر ( مهدي العطوي ) في بداياتهِ الأدبية ؟
تأثرت جدا بالشاعر الكبير مساعد الرشيدي – رحمه الله –
والشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن .

– إلى من ْمنّ الشعراء تقرأ، وأيُ أنواعِ الشعرِ تتذوقُ أكثرَ من غيره ؟
انا اقرأ اي قصيدة جميلة تشد انتباهي ،أما كأسماء أحب اقرأ للشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله – ومن الأسماء الحالية
أحب اقرأ لشاعر علي الغانمي  و صالح الهويملي ، احب شعر الصورة والرمزية المعتدلة التي تحول الأشياء من معناها التجريدي إلى معنى تجسيدي .

– أقرب قصيدة إلى قلبك ؟

قصيدة طفلة الغيم

يا طفلة الغيم جيتي والمشاعر بور
والما شحيحٍ وصيفي جفف إحساسي

ونشفت ابيار صبري والرشى مبتور
ميّت ضمى والكلام يموت في كاسي

أصفر هشيم العواطف قلبي المكسور
وغربان حظي بنت أعشاشها براسي

شوفي تجاعيد أرضي والجفاف يجور
جوفي محل والرياح تعرّي الراسي

من السما عالغمامة في كفوف النور
يا المعجزة في ظهورك انذبح ياسي

يا فرحة اللي وجد نارٍ بواد الطور
في وحشة الليل جيتي يا كلّ جلاسي

وشلون كفك يغير واقع المقهور ؟!
وشلون لينك يطوع وقتي القاسي ؟!

يا طفلة الغيم هلّي والقدر مشكور
جابك بعز احتياجي واخر انفاسي

جيتي بوقتك وانا يابس ورق وجذور
حياه غيثٍ سقى روحي ويباسي

اهتزت ارضي ونبتت بالحنايا زهور
وربع العشق حولي … وازهر احساسي

– ما هي القصيدة التي أعجبتكَ لدرجة تمنيتُ لو أنكَ أنتَ كاتبُها ؟
هناك الكثير من القصائد او الابيات التي اتمنى لو كانت
لي لكن بما انكم طلبتوا تحديد قصيدة

قصيدة المهرج للشاعر صالح الهويملي.

– كيف يقضي الشاعر أوقاتَ فراغه ؟

غالبا وقت فراغي أقضيه اما بجلسة مع اخي الذي لم تلده امي تركي البلوي او في القراءه او الاجتماعات العائلية

– هل لك هوايات أخرى غير كتابة الشعر ؟

أنا محب للبحر و الصيد والرحلات
و احب لعبة الشطرنج فهي احدى هواياتي المفظلة

– كيفَ رأيتَ برامجَ المسابقاتِ الشعرية كبرنامج شاعر المليون وغيره ؟

البرامج الشعرية بلا شك أثرت روح التنافس واعادت للشعر بريقه و عززت مكانته ، ولكن هذه البرامج تخضع كذلك لمعايير واشتراطات و واعتبارات محددة كما ان اي برنامج يعتمد على التصويت يكون الأمر فيه ضرر على الشعر قبل الشاعر المشارك ، فيكون هناك ظلم لذلك يتحدث الجميع ان كثير من المشاركين في المسابقات الشعرية لم ينصفوا بسبب التصويت والمحسوبية .

– هل هناك اشخاص قد تأخذ برأيهم قبل نشر قصائدك ؟
ما خاب من استشار احيانا أستشير في بعض النصوص التي اشعر فيها بعدم الارتياح لمفردة معينه او صورة شعرية
اخذ برأي عائلتي ورأي المقربين مثل اخي او الأديب فهد إبراهيم او أحد الأصدقاء

وأحب أنوه بأن الشاعر الذي خاض كثير من التجارب في مسيرته و كتب مئات القصاىد يكون الرقيب الذاتي عنده مرتفع جدا و دقيق يبدأ بانتقاد نفسه قبل ان ينتقده احد عليها فيجب على الشاعر إذا انتهى من قصيدته ان يقرأها بعين الناقد وليس بعينه هو
لذلك التنقيح الشعري و التريث و عدم الاستعجال بالنشر مهم جدا.

 ما رأيك في من يغرد بأبياتك أو يلقيها ولا يذكر اسمك فيها ؟
هذا الأمر اصبح منتشر في مواقع التواصل وهذا يعد من السرقة الادبية بل إن وصل الحال في بعض الأشخاص يلقي أبياتك دون ان ينسبها لشاعرها ويأتيه الرد صح لسانك وبكل ثقة يرد صح بدنك وكانّه سهر الليالي ينظم أبياتها .

و لمثل هؤلاء اقول :

يا سارق ابيات شعري ومغردٍ فيها
ومدون اسمك بهشتاقك ومعلنها

هذي وسومي على غارب قوافيها
هذي ذلولي وهذا الفكْر موطنها

– كلمة أخيرة تود أن تقولها للقراء ؟

شكرًا لكم جميعًا على وقتكم واهتمامكم
واتمنى اني كنت ضيف خفيف الظل عليكم

وفي الختام نشكر الشاعر مهدي على هذا الحوار الجميل المثري والصريح لصحيفة الراية الالكترونية .