حياة العطاء ..



الكثير منّا يتمنى حياة السلام والأمان ، ليست أمنية فقط فهي غاية ووسيلة يطمح لها الجميع بين طيّات وعقبات الحياة، لِنُقسْم حياة الإنسان العامل إلى ثلاثة مراحل يمر بها خلال مسيرته المهنية.

مرحلة العلم والدراسة: فهي تدور حول التعليم المستمر مع الأخذ بعين الاعتبار سُبل التكيف والاستمرارية في طور التعليم والتطوير وبناء العقل والإستفادة منه في صقل واكتساب المهارات لضمان الإستمرارية والشعور بالرضا ، حتى يصل إلى مرحلة ما بعد الدراسة والتخرج.

مرحلة الوظيفة: هي نقطة الانطلاق الفكري وليس العملي حيث تبدأ الحياة العقلية الفعلية هنا، فيقوم بتعزيز دوره في المجتمع وتحفيز ذاته في كيفية الانتقال من مرحلة الدراسة إلى العمل و الوظيفة.. فبناء الذات المهنية تعتبر أول المُعوقات التي تواجه الشخص في مسيرته المهنية، فالأمر ليس سهلاً والمنافسة صعبة وكبيرة واتخاذ القرارات لابد أن تكون مدروسة في هذه المرحلة لأنها تصنع شخصيته وأسلوبه التي يبني عليها نفسه وما تبقى من مسيرته في مرحلة العطاء ( التقاعد ). فالقدرة المهنية، والإتقان، واكتساب المعرفة، والتطوير والمواجهة، وصنع الذات، وإثبات الوجود. هذه نقاط ستساعدنا جذريًا في المرحلة القادمة.

مرحلة العطاء ( التقاعد ): تشكل لدى الكثير علامة أو نقطة فارقة في حياته يستغلها البعض ويدرسها بطريقة ذكية مدروسة جيدا، والبعض يجد نفسه فجأة أمام هذه البوابة فيشعر بخيبة الأمل والضياع. لننظر إلى الأمر من زاوية أخرى لنعكس من خلالها المفهوم الفعلي لإنطلاق هذه المرحلة لأنها حياة أخرى نجني منها حلاوة ماتم زراعته خلال مراحل الحياة لذلك نطلق عليها مرحلة العطاء. ‏فهي فترة مليئة بالفرص والتجارب الجديدة يمكن للأشخاص اكتشاف هوايات جديدة،وقضاء وقت أكثر مع العائلة والأصدقاء، والمساهمة في المجتمع بطرق مختلفة مثل التطوع أو المشاركة في المعرفة والخبرات والاستثمار في الصحة وذلك عن طريق الحفاظ على نمط حياة صحي سليم بممارسة التمارين الرياضية والتغذية الصحية للمحافظة على اللياقة البدنية والعقليه وبمواصلة التعليم والتطوير والنمو الشخصي وذلك من خلال الدورات أو حتى دراسة جديدة لعلم جديد.

بإختصار الحياة بعد التقاعد تعطي فرص متعددة واكتشاف النفس والاستمتاع بالحياة بشكل جديد وتحقيق الأحلام والأهداف.