المدينة المنورة تاريخ وآثار إسلامية ..
شعاع العتيبي
في أثناء زيارتي للمدينة المنورة، والتي تُعد ثاني المقدسات الإسلامية بعد مكة المكرمة، وهي البِقعة التي حباها الله سبحانه وتعالى بكثرة الأماكن التاريخية والآثار كالجبال، ومنها جبل أُحُد وما أدراك ما أحد هذا الجبل العظيم الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام: ” أحد جبل يحبنا ونحبه” وموقع غزوة أحد المشهورة التي وقعت بين المسلمين والمشركين في السنة الثالثة للهجرة وتتميز أيضاً بكثرة المساجد التاريخية وعلى رأسها المسجد النبوي الشريف، ومسجد قُباء أول مسجد بُني في الإسلام، وأول مسجد بُني في المدينة النبوية، ومسجد سيد الشهداء، والكثير من المساجد التي لا يتسع المقام لحصرها.
ويكفي المدينة فخراً أنها ضمت جسد أفضل البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام والأئمة الطاهرين والخلفاء الراشدين والشهداء والصالحين رضي الله عنهم أجمعين.
عبق التاريخ الإسلامي
وفي أثناء تجولي في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم أيضاً كان لي جولة في زيارة المتحف الجميل الرائع متحف دار المدينة للتراث الحضاري والعمراني المتحف الذي يقع في المدينة المنورة، والذي تم افتتاحه رسمياً عام 2011 م وقد كان الهدف من إنشاء هذا المتحف هو المحافظة على التراث العمراني، والتاريخي الإسلامي للمدينة، فحين دخلت المتحف لأول مرة شعرت وكأنني سافرت عبر آلة الزمن إلى التاريخ الإسلامي القديم، وعشت تلك الأجواء الجميلة من الروحانية والبهجة؛ لأن المكان يعبق بالتاريخ الإسلامي تاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين.
وقد كان الاستقبال والترحيب رائعين، وهذا غير مستغرب من أهل المدينة الكرماء، بعدها تجولتُ في أروقة المتحف بكل ما يحتويه من أقسام متنوعة ومجسمات تصور المعارك والغزوات التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى مجسمات المساجد التي صلى بها النبي في المدينة ومراحل تطورها وتوسعتها منذ العصر النبوي والعصور التاريخية القديمة إلى وقتنا الحاضر.
كما يعرض المتحف أيضًا مجموعة من المقتنيات النادرة كالعملات القديمة، والقطع الفخارية التي تعود إلى العصر الأموي، ويعرض كذلك بعض المخطوطات الإسلامية، والمقتنيات النادرة التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، ومجموعة أخرى من التحف والمجوهرات والأحجار الكريمة النادرة، والملابس، والقطع التي تميز بها تراث المدينة المنورة القديم، وأيضاً تُوجد على مدخل المتحف كتب نادرة عن تاريخ المدينة المنورة قديماً وحديثاً وكتب تختص بكل مايحتويه المتحف وبعض الكتب النادرة القديمة والمنحوتات التاريخية الإسلامية.
لذا أنصح بزيارة هذا المتحف الرائع الجميل وزيارة المدينة المنورة والاستمتاع بتاريخ الحضارة الإسلامية في مثل هذه الأماكن المقدسة. وفي الختام أحمد الله الذي أنعم علينا وشرفنا بأن جعل بلادنا مهبط الوحي وشرفها بأن جعل فيها المقدسات الإسلامية “مكة المكرمة والمدينة المنورة”، ونحمد الله إذ اصطفانا من بين خلقه وجعلنا خدام الحرمين الشريفين، وأسأل الله أن يحفظ بلادنا وقادتنا وأمننا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.