بيادق حماس ومحور المقاومة !!



 عبدالمحسن محمد الحارثي

أضحتْ وأمستْ المُتاجرة في بضاعة فلسطين تدور حول محورين  الأول مقاومة الاحتلال من قبل الفصائل الفلسطينية عن طريق البطل الوهمي ، وهذا حق مشروع ولكن في خانة العشرات وليس الآحاد والثاني  مُقاومة على طريقة استخدام بيادق ” البيكمين ” وكأنَّ الدَّم الفلسطيني أصبح مُشاع لكل من هبَّ ودب ، سواء هذا الدم لِمُقاوم أم مُواطن فلسطيني ، وهذا غير مشروع ؛ لأنَّ الدم الفلسطيني ليس مُلك لِحماس فقط ، بل مُلك كُل فلسطيني وعربي .

دهاليز التفكير المُظلِم

حينما يتوه المُفكِّر المُقاوم ، ويدخل في دهاليز التفكير المُظلِم ، ويحتار المواطن الغزَّاوي بالتحديد ، ويخرج لنا هذا المُفكِّر بأفكار ظاهرها رماد ، وباطنها جمُر يصطلي يحرق كُل مقاوم ومواطن مُغرر بِه ؛ فإنَّ قادته الوهميين التي غررتْ بهم ؛ هي بين بيع وشِراء ، الأول :شراء الحُلُم وهذا مُستحيل وغالي الثمن ، والثاني بيع شختك بختك على طريقة أجر اليانصيب إنْ أصبتْ فلي أجران ” حلوى ومال ” وإنْ أخطأتْ فلي أجر واحد ” حلوى فقط” والخطأ هُنا في بيع الأوطان ؛ لا أجر فيه ولا قيمة له ، بل نكسة ونكبة تشمل الكل ، فلا الجُزء شرى وباع بِعقل ، ولا الكل باع واشترى إلَّا من خلال البخت وحظ اليانصيب !!

كُل تلك المُغامرات ، وذاك الطوفان المزعوم لم يتعدَّ أطراف غزَّة في مخيلة ذلك المُفكِّر ، بينما كانت الأرض الشوكة ، العمود ، المركز ، المربَّع الذهبي ، والموقع الاستراتيجي للوطن الفلسطيني ؛ أصبحت اليوم لُقْمَة سائغة للعدو ، وعلى طبق من ذهب ، على طريقة الحشَّاشِين الجُدد !!

البيادق المأجورة

وعلى مستوى الأجواء المُحيطة ؛ لا تزال فُصُول محور المُقاومة ومسرح العمليات اليومية قائمة بين حزب الله اللبناني وأنصار الله الحوثي ، وحزب الله العراقي والسوري ، وكُل هذه البيادق المأجورة ؛ تُحرِّكُها أيادي المصالح المُشتركة ، وهذا الاشتراك هو في حقيقته بيع وشراء مُزيَّف بين محورين للشر ، الأوَّل يحْلُم بالتصدير- وأقصد الثورة المزعومة -والآخر يناور بحسب المُعطيات المُتاحة وعلى طريقتهِ الخاصَّة – وأقصد شرطي العالم – الذي ما فتِئ يتنقَّل بين الملفات المطروحة ، لكنَّهُ عَجِزَ عن الوصول رغم تسلُّمِهِ للخيط والمِخيط ، لكنَّ بيادقهُ المأجورة لا تُجيد الحِياكة ، وكأنَّهُم يصنعون فيلماً عالميَّاً مُختلفاً من الخليج شرقاً إلى البحر ألأحمر غرباً ، وإلى شواطئ البحر المتوسط شمالاً إلى بحر العرب جنوباً ، بينما هو مُراقب من قِبَل أصحاب الحل والعقد الأساسيين – وهُم ساسة الجزيرة العربية الحقيقيين – وعلى عينك يا تاجر ، فكُل ذاك البيع والشراء ؛ أصبح في مهب الريح ، ومُؤشراته تقول : صح النَّوم ، ولن يبقى في الساحة سوى الأذكياء الذين لم يخلطُوا قهوتهم العربية بالعجميَّة ، ولم يستسلموا للمد الفارسي ولن يسمحوا لشركائهم – كائناً من كان – أنْ يواصلوا مُسلسل الفِلْم ، فالسيناريو مُتقلِّب ، والمُخرِج مُترجِّل عن جواده المسخوط ، و الخِطام بيد البطل الحقيقي للجياد الأصيلة !!

الفصائل الفلسطينية

حماس ومن معها من الفصائل الفلسطينية ارتكبت جريمة في حق الوطن والمواطن الفلسطيني لا تُغتفر ولا تصدر من عُقلاء ؛ لأنَّ غزَّة كانت شوكة في نحر إسرائيل ، واليوم أصبحت موزة سالكة في المريء الإسرائيلي ومهضومة بطريقة التسليك المالي ، وهذا ما لاحظته العيون الناقدة في قسمات وجيه بني صهيون .

اللُّعْبة دارتْ بطريقة الأذكياء ، وصندوق الشطرنج بكُل محتوياته باتَتْ حبيسة القرار الإسرائيلي والحارس الأمريكي ، وكُل البيادق التائهة أمستْ في خبر كان سواء البيدق البشري أم اللوجستي أو الراعي الذهبي المالي الذي يترنَّح بين العواصم العالمية وقنوات الإعلام المأزومة ورُؤساء الهيئات المُشتراه سلفاً ، وكُل بوق ناعق يصل صدى صوته بين الجبال لا الرجال !!