شيطانُ الفُرس عربي!!



عبدالمحسن محمد الحارثي

مُنحدر الرذيلة من الغدر والخيانة والفساد منحدرٌ سهل ، وحينما تُجادل مثل هؤلاءِ ، الذين وقعُوا في شباك شيطان الفُرس الأعظم ؛ تجدهم يُرددون وبصوتٍ واحد: أنا مستعد أنْ أتحالف مع الشيطان من أجل بلادي .

هكذا منطقهم ، وتلك سجيَّتهم ، ولا يعلمون أنَّ الذي يشتريه الشيطان يبيعهُ الشيطان.

الشيطان في عُقول : حزب الله ، الحشد الشعبي، أنصار الله ، وحتَّى حماس ، وليس في جسد لبنان ، العراق ، سوريا، اليمن ، وحتَّى فلسطين ، وتلك طبيعة الشيطان الأكبر ، فإنهُ يزور الأغنياء مرَّة ، والفُقراء مرتين ، ولا يخرج من بيضة الشيطان الأكبر إلَّا شيطاناً أصغر.

لسانُ حال هؤلاء الشياطين واحد ، ومقتلُ الرَّجُل بين فكيه ، وكثيرون يُؤمنون بالحقيقة ، وقليلون ينطقون بها ، فالرذائل دائمة مادام البشر ، يقول شيف كيرا :” من الصَّعب أنْ تتوقَّع سلوكاً إيجابيَّاً في بيئة سلبية ، ففي المجتمعات التي يعد فيها غياب القانون هو القاعدة ، يتحوَّل المواطنون الشُّرفاء إلى فاسدين ولُصوص” ، وفي المثل:” من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم” ، وإنْ كان الأمرُ ليس على إطلاقهِ ، وإلَّا لما وُجِدَ الشُّرفاء والأحرار.

كيف لكم أيُّها الشياطين ، أنْ تطلبوا العِزَّ بالباطل ؟! .. إذنْ .. أورثكم الله ذُلَّاً بحق ، واللهُ ما ذلَّ ذُو حقٍّ وإنْ أطبقَ العالم عليه ، ولا عزَّ ذو باطل ، ولو طلع القمر بين جنبيه ، كما قال المنتصر بالله.

إنَّ بقاءَ الباطل طويلاً ، سببهُ غفلةُ الحقِّ عنه ، فإنْ كان للباطل جولة ، فإنَّ للحقِّ دولة.

مثلُ هذهِ المؤامرات وتلك الخيانات ، وذاك الغدر ، شيءٌ طبيعي ويحدث في الحياة وشواهد التاريخ كثيرة ، فما كانت النزاعات تدوم طويلاً ، لو لم يكُنْ الباطل من جهة واحدة.

قال تعالى:” وإنْ يُريدوا خيانتك فقد خانوا اللهَ من قبل فأمكنَ منهم واللهُ عليمٌ حكيم”.

وقال تعالى:” فبِمَا نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يُحرِّفُون الكلم عن مواضعه…”.

من المُؤلِم أنَّ الخيانة التي تنجح كخيانة حزب الله ،حماس ، الحوثي ، الحشد الشعبي ، مع أبناء جلدتهم وعروبتهم ، لا يجرؤ أحد على تسميتها خيانة ، قال تعالى:” يعلمُ خائنةَ الأعيُن وما تُخفي الصدور”.