هيئة فنون العمارة والتصميم تختتم النسخة الأولى من “مؤتمر الاستدامة في التصميم”
اختتمت هيئة فنون العمارة والتصميم “مؤتمر الاستدامة في التصميم” بنسخته الأولى الذي أقيم في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض على مدى يومين ضمن خطوة فاعلة لتعزيز الوعي البيئي ومواجهة التحديات المعاصرة.
وتضمن المؤتمر 6 جلسات حوارية تحدث فيها أكثر من 30 خبيرًا ومختصًا في مجالات العمارة والتصميم، وركزت الجلسات على الدور المحوري للاستدامة وأثرها على البيئة في رفع مستوى جودة الحياة، وأسهمت في إلقاء الضوء على أحدث التطورات في المجال، كما سلطت الضوء على الحلول المبتكرة التي يمكن تبنيها لتقليل الأثر البيئي السلبي وتحقيق التوازن بين الابتكار والتطوير المستدام لمواجهة التحديات البيئية الحالية والمستقبلية.
وشهد المؤتمر تواجدًا لافتًا من ممارسين وأكاديميين وطلاب، ومهتمين في مجالات الاستدامة مما أتاح لهم فرصة لتبادل الخبرات والرؤى حول كيفية تحقيق الاستدامة في تصميم المستقبل.
وتناول المؤتمر عدة محاور أساسية تعكس التوجهات العالمية نحو الاستدامة في التصميم منها الممارسة المستدامة في تطبيق مبادئ تقلل من الأثر البيئي السلبي وتعزز كفاءة المواد في التصاميم، التعليم البيئي الذي يهدف لغرس مفاهيم الاستدامة في الأجيال القادمة لتمكينهم من اتخاذ قرارات صديقة للبيئة، طرق البحث والتطوير للإسهام في استكشاف تقنيات جديدة لمواجهة التحديات البيئية، وتبني سلوك مستدام يحافظ على الموارد الطبيعية، وأخيرًا البيئة المستدامة لتصميمها بشكلٍ حضري يعزز من رفاهية الإنسان ويحافظ على التوازن البيئي.
وأُقيم على هامش المؤتمر “مختبر الاستدامة”، وهو منصة تفاعلية تم خلالها استعراض أحدث الأبحاث والممارسات في مجال الاستدامة، كما تضمن “المعرض” المصاحب للمؤتمر عرضًا للمشاريع المبتكرة والحلول التصميمية التي جرى تطويرها لدعم استدامة البيئة، حيث تم عرض مجموعة من النماذج التي تبرز كيفية دمج تقنيات البناء المستدام، والمواد البيئية، والتصاميم الحضرية التي تركز على الاستدامة, كما تناول الخبراء كيفية دمج تقنيات الطاقة المتجددة، وتحسين العزل الحراري، وتخطيط المدن الذكية لخلق بيئات حضرية مستدامة.
وبينت الهيئة أن إقامة المؤتمر يأتي ضمن الأهداف الإستراتيجية لخطة تهدف من خلالها إلى الارتقاء بالقطاع وجعله في طليعة المشهد العالمي والإسهام في فتح آفاق جديدة نحو مستقبل أكثر استدامة.
في ختام المؤتمر، تم التأكيد على أن التصميم المستدام ليس مجرد توجه فكري بل هو حركة شاملة يجب أن تشمل جميع جوانب الحياة من اختيار المواد في البناء إلى أساليب الحياة اليومية؛ لبناء رؤية مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
وأفضى المؤتمر إلى تبادل غني للأفكار والرؤى بين الخبراء والحضور، والتركيز على أهمية تبني مبادئ الاستدامة من قبل فئات المجتمع المختلفة لتحقيق توازن حقيقي بين النمو والتنمية وحماية البيئة وأن التعاون هو مفتاح النجاح لتحويل هذه المبادئ إلى واقع ملموس.