منظمة الصحة العالمية تدعو للتمويل العاجل للاستجابة في سوريا



أعلنت منظمة الصحة العالمية أن التصعيد السريع الأخير للعنف في شمال غرب سوريا وضع النظام الصحي السوري تحت ضغط هائل، وأن الأوضاع تزداد خطورة مع مرور كل يوم، وأن حلب وإدلب وحماة تقع في طليعة هذه الأزمة، حيث يتحمل الناس وطأة حالات الطوارئ المتفاقمة.

ودعت المنظمة إلى توفير التمويل لضخ شحنات عاجلة من الإمدادات الطبية ومواد الطوارئ لتوسيع نطاق الاستجابة بسرعة، مطالبة بحماية المرافق الطبية والعاملين الصحيين.

وقالت القائمة بأعمال المنظمة سوريا كريستينا بيثكي إن 16,7 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 14,9 مليون في حاجة إلى خدمات صحية، وإن هناك 3,4 ملايين نازح داخليًا في شمال غرب سوريا، يعيش مليونان منهم في مخيمات في ظروف محفوفة بالمخاطر، وإن التقديرات تشير إلى أن المناطق المتضررة من التصعيد الأخير للأعمال العدائية والتغييرات في خطوط السيطرة في حلب وإدلب وحماة تضم 2,6 مليون شخص.

وأوضحت أن النظام الصحي السوري لايزال يعاني من العديد من الصدمات المتزامنة والمتتالية، بما في ذلك زلزال عام 2023، والصراع المطول، والنزوح واسع النطاق، والنزوح الأخير لنصف مليون شخص من لبنان، والنقص الحاد في العاملين الصحيين والإمدادات وفجوات التمويل .

وأضافت أنه قبل هذه الأزمة الجارية كانت 58% فقط من المستشفيات و36% من مرافق الرعاية الصحية الأولية في سوريا تعمل بكامل طاقتها، وتسببت الغارات الجوية التي وقعت أمس في إدلب بأضرار جسيمة للمرافق الصحية، بما في ذلك مستشفى الولادة والمستشفى الجامعي والإدارة الصحية المحلية، التي كانت تعمل قبل تصاعد العنف الأخير، وأنه بينما يتم حاليًا تقييم الخسائر البشرية والمادية والضحايا والإصابات، يقوم الهلال الأحمر السوري بإجلاء المرضى بسرعة .

وتكتظ المستشفيات بالجرحى وتعمل الطواقم الطبية على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح مع انعدام الأمن والقيود المفروضة على الحركة، ما أجبر 65 منظمة في إدلب وحلب على تعليق نشاطها، وتم تقليص خدمات الطوارئ في أكبر مستشفى في إدلب باب الهوى، ومستشفى الرازي في حلب، مما ترك عددًا لا يحصى من المصابين والمرضى في حالة خطرة، وتوقفت أكثر من 30 منشأة صحية في شمال غرب سوريا عن العمل، و33 منشأة في مدينة حلب، و40 منشأة في محافظة حماة الشمالية، وتظل المستشفيات في حمص عاملة لكنها تواجه ضغوطًا متزايدة لتلبية الاحتياجات، مشيرة إلى نقص الوقود وسيارات الإسعاف في مدينة حلب .

وأشارت إلى تفشي الكوليرا عامي 2022 و 2023، ثم الأضرار التي سببتها زلازل 2023 في شبكات المياه والصرف الصحي، وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه، والقيود المفروضة على الحركة مما يحد من مراقبة الأمراض، وتعرض السكان في أماكن الإيواء المكتظة لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وانتشار الحرب، وهناك اشتباه في 161 حالة إصابة بالكوليرا تم تأكيد عدد منها مختبريًا، وارتفاع كبير بالإصابات بحالات الإسهال المائي الحاد في حلب وحمص.