في المُقابلة تحضير ومحتوى ..



عبدالمحسن الحارثي 

ما الأسباب التي تُؤدِّي لأنْ يكون محتواك إفشاء الأسرار ؟!
وهل المُقابلات مع الغير تحتاج إلى محتوى؟ وكيف تختار محتواك ؟
لماذا تبحث عن الأسرار ؟ وهل تَعْنِيكَ وتُغْنِيك ؟!

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ( من حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه ).

أسئلة متعدده الكلُّ يعلمُ لها جواباً ، وهو الفراغ الذهني ، وعدم التحضير للمُقابلة ، قال الغزالي – رحمهُ الله- : ( أفشى بعضهُم سِرَّاً لهُ إلى أخيه ، ثُمَّ قال له : هل حفظتَ؟قال : بل نسيت ).

الأهم مِنْ هذا وذاك ، كيفَ نصنع محتوانا الذهني عند كل مقابلة ؟!
والجواب على هذا السؤال يكمن في طريقة تفكيرنا ، ومدى جديَّة الذهن وحضوره ، ومقدار اِهتمامه لكل مفردات الحوار ، قال ثعلبُ مُنشِداً :

ثلاثُ خِصال للصديق جعلتُها …..مُضارعةً للصوم والصلواتِ
مواساتُهُ والصفحُ عن عثراتهِ ….. وتركُ اِبتذالِ السِّرِ في الخلواتِ !!

هاك مجموعة من المواقف التي تحكي قِصَّة الفراغ الذهني عند البعض ، وعدم وجود محتوى للحوار ، وإنْ وُجِد ؛ فقد يكون لا مَرْضِيَّاً عنه من كلا الطرفين ، وإليك بعضاً منها :

الموقف الأول :
تُقابل فلان وتسلِّم عليه ، ويستمر السلام قُرابة الدقيقة – كيف الحال وش أخبارك طيبين كيف الحال عساك طيب وش علومك، بشرنا عنك ، كيف الحال- بعدها قديكون الكلام غير مرضيٍّ عنه ، مغفَّص ، ليس له عنوان ، وقد يخلق مواقف سلبية .

الموقف الثاني :
عندما لاتجد شيئاً تتحدَّث عنه ؛ لأنك لم تُحضِّر للقاء ، فتجد نفسك مجبوراً على إخراج أسرار الناس وأخبارهم بطريقة عفويَّة ؛ لأنَّ مخزنك المعرفي لم يُسعفك للحديث عن أشياء أُخرى سوى بعض العلاقات المشتركة بينك وبين من تتحدَّث معه و أشركتم معكُما صاحب السِّر الغائب ، إمَّا بقصد أو بدون قصد ، وهذا من باب إفشاء السِّر ، قال ذو النون المصري : ( ومن أفشى السِّرَ عند الغضب ؛ فهُوَ لئيم ).

وقول الشاعر :
ليسَ الكريمُ الذي إنْ زلَّ صاحِبُهُ ….. بثَّ الذي كانَ من أسرارهِ عَلِمَا
إنَّ الكريمَ الذي تبغي مودَّتهُ ….. وتحفظَ السِرَّ إنْ صافى وإنْ صَرَمَا

الموقف الثالث :
حينما يستضيفك أحد في مُناسبة ، وتعلم أنهُ قد يكون هناك طلب مشاركة بكلمة في هذه المناسبة ، ولا تجد ما يُسعفك لتقوّله سوى بعض العبارات المستهلكة ، فاعلم أنَّك لم تكُنْ مستعدَّاً لهذهِ المناسبة ، فالمناسبات أحياناً تُفضِّل البطون على العقول ، لذا اِحرص على أنْ تكون حياةٌ يقودها عقلك أفضل بكثير من حياةٍ يقودها كلام الناس .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ في المُقابلة تحضير ومحتوى ..

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات