‏«السعودية» ليست أرضاً للمساومات ونتنياهو .. آخر من يملي عليها رؤيته

د. سهام سوقية

حاول نتنياهو التلاعب بالحقائق عبر طرح فكرة إقامة دولة فلسطينية على أراضي ‎السعودية في محاولة للتهرب من استحقاقات السلام وشرعنة تهجير الفلسطينيين .

هذا الطرح ليس سوى وهم يعكس محاولاته المستمرة لتصدير أزماته الداخلية للخارج ولتحقيق مشروع ‎ترامب الاستثماري ولكن يجب التوضيح أكثر اليوم  بنقاط أساسية .

السعودية ليست طرفاً ضعيفاً لتقبل الإملاءات

المملكة العربية السعودية دولة ذات سيادة وقرار مستقل وثقل دولي وليست ساحة مفتوحة لتطبيق مشاريع استعمارية أو تصفية قضايا سياسية ومحاولة نتنياهو التحدث عن أراضي السعودية وكأنها مساحة قابلة لإعادة التوزيع تعكس عقلية استعمارية بائدة لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين ربما عليه مراجعة منطقه السياسي لأن مثل هذه الأفكار غير مقبولة .

السعودية أكبر من أن يحدد مصيرها نتنياهو

المملكة دولة محورية في المنطقة والعالم ولديها رؤية واستراتيجية واضحة ولا تحتاج إلى نصائح أو اقتراحات من شخص يعاني من أزمات داخلية ويحاول تصدير مشاكله للخارج .

إذا كان نتنياهو يعتقد أنه قادر على رسم خرائط المنطقة وتوزيع الشعوب كما يشاء فعليه أن يجرب ذلك في تل أبيب أولًا وليس في دولة بحجم وتأثير السعودية

تصريحات تعكس جهلاً أو تجاهلاً متعمد

تصريحات نتنياهو تعكس جهله التام بالسياسة السعودية أو بالأحرى محاولته اصطناع الجهل فالمملكة لم ولن تدعم أي طروحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم فالحل الوحيد هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، هذا الموقف ثابت وغير قابل للتفاوض بالنسبة للسعودية .

السعودية واضحة في مواقفها ولا تقبل الضغوط

السعودية لا تتبع منهج الازدواجية في الخطاب بل تتميز بالوضوح والثبات في سياستها كما أنها لا تتبنى سياسة الفرضيات ولا تسمح لأحد باستخدام أي ورقة ضغط ضدها .

على نتنياهو الاهتمام بمشكلاته بدلاً من اختلاق الأوهام ، لقد أخطأ نتنياهو في تقدير موقف السعودية والأجدر به أن يلتفت إلى أزماته الداخلية المتفاقمة بدلًا من البحث عن محاولات يائسة لتصدير أزماته إلى الخارج فهو يواجه قضايا فساد واحتجاجات داخلية وانقساماً غير مسبوق في إسرائيل ما يكشف أن مثل هذه التصريحات ليست سوى محاولة بائسة لتشتيت الانتباه عن الفشل المستمر في إدارة قضايا بلاده.