التشوه البصري و إيذاء الجار



د. عادل النايف

هناك من الناس من يضع الطعام في الأحياء و الأراضي الخالية ، للحيوانات و الطيور ومنهم من يضع الماء ، طالبًا بهذا الفعل الأجر .

ياعزيزي ، الأجر في كف الأذى عن الجار و إحترامه و إعطاء الطريق حقه .

عندما تضع الطعام أو الماء للطيور و الحيوانات و الدواب ، فأنت تؤذي الإنسان بهذا الفعل .

كم قضية إطلعنا عليها أو سمعنا بها عن الكلاب الضالة ، ضحيتها الأطفال ، أصبحت الكلاب تنتشر و تتكاثر بشكل كبير في الأحياء السكنية ، و كذلك القطط و لاننسى من الطيور الحمَام المنتشره في الأحياء ، فهذه كلها مصدر إزعاج للسكان و الآمنين .

و أصبح إنتشار القطط في الأحياء أمر مزعج ، منها من جعل من المركبات سكنًا ، ومنها من جعل من المنازل سكنًا و ربما تلد و تتكاثر ، و كذلك الطيور و الحمام ترمي بفضلاتها (أكرمكم الله) في أحواش المنازل و على المركبات .

أليس هذا الفعل من الأذى !؟
و كذلك رمي الطعام بهذا الشكل يعتبر (تشوه بصري) ومنظر غير حضاري .

كيف أتعامل مع الجار المسيء ؟
بالصبر و الحكمة والنصح له و الموعظة الحسنة ، وقال تعالى في محكم التنزيل ( ولا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن)

وقال النبي الكريم عليه الصلاة و السلام (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها ، فقال صلى الله عليه و سلم : “لا خير فيها ، هي من أهل النار” قالوا : وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار، ولا تؤذي أحدا ، فقال صلى الله عليه وسلم : “هي من أهل الجنة”.

انظر إلى سوء الجوار كيف محق بركة الأعمال .

لاشك أن حق الجار أمر ، مهم و سبق و أن تحدثت في مقاله سابقه عن حق الجار .

عزيزي القارئ ليس الرزق في المال فقط .

بل الرزق في الصحة و الزوجة الصالحة و الإبن البار و الصديق الصالح و الجار ، عندما يرزقك الله بجار يخاف الله و يملك من العلم و الأدب والمعرفة و الرقي ، مايجعله يتعامل مع جيرانه بهذا الخلق النبيل و الحديث الكريم .

كم من جارٍ نزل منزلة الأخ و كم من جارٍ كان سببًا في رحيل جاره .

أتعلمون من هو صاحب الحظ العظيم .

من جعل له ذكرًا طيبًا في حياته و عمل صالحًا بعد مماته .

أراهن كثيرًا من منا لم يصادف سيء الخُلق في عمل أو قريب له أو جار ، و قد يكون سيء الخلق أفضل بكثير من شخص يعاني من مرض نفسي ، فكم منكم من مر بهؤلاء من البشر ، ولكن الحكيم من يتعامل مع الموقف بحكمه .

كذلك هناك أمر آخر ، وجود المسطحات الخضراء في الأحياء قد تجلب الإزعاج و عدم الإستقرار للسكان من قبل البعض ، وأيضًا وجود المرافق و الأراضي الخاليه بين السكان قد تجلب للجيران بعضًا من المتاعب لسوء جار ، بينهم ، يعتقد أن هذا المرفق ملكًا له وحده دون غيره ، وأحيانًا تكون مصدر بهجة و سرور لسكان الحي عندما يكون جميعهم يمتلكون الرقي و المعرفة ، تكون جمعة لهم في الأعياد و المناسبات و يكونوا على قلبٍ واحد .

وأيضًا هناك من الجيران من يصل به الأذى إلى المساجد ، بمعنى ، هل شاهدتم فلانًا لم يصل اليوم ، لم يسأل كي يطمئن بل من باب الفضول و الأذى ، والأمر الأخر المضحك و المخجل بنفس الوقت أن هذا الجار المسيء قد تجد أكبر همه في المسجد ، هو أين فلان و أين فلان و لم يكتفي بل يقوم بإغلاق التكييف و فتحه و تنزيله و رفعه ولا يراعي مشاعر و ظروف المصلين و حرمة المكان .

وفي الختام نسأل الله لنا ولكم قبولًا و صحة في الأبدان.


5 /5
Based on 1 rating

Reviewed by 1 user

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ التشوه البصري و إيذاء الجار

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات