حبر التأسيس فعالية أدبية تحتفي بيوم التأسيس في تبوك

في ليلةٍ حملت عبق التراث وألق الحروف ، نظّمت جمعية حبر الشعراء والكتّاب فعالية – حبر التأسيس – احتفاءً بيوم التأسيس السعودي ، حيث اجتمع في قاعة فندق هوليدي إن – تبوك نخبة من وجهاء المنطقة ، من مسؤولين ورجال أعمال وأدباء ومثقفين وشعراء و إعلاميين ، ليكونوا شهودًا على أمسيةٍ نسجت فيها الكلمة سحرها ، والتقت فيها الأصالة بالإبداع .
كلمة الرئيس .. أصالة المجد ورؤية المستقبل
استهل الدكتور حارث علي عسيري – رئيس الجمعية – الأمسية بكلمةٍ رحّب فيها بالحضور وأكد على أهمية الاحتفاء بيوم التأسيس بوصفه رمزًا للهوية الوطنية والتاريخ العريق ، مشيرًا إلى أن الثقافة والأدب هما مرآة الشعوب وذاكرتها الحيّة .
وقال : نحن اليوم لا نحتفي بماضٍ مضى ، بل نستلهم منه حاضرًا زاهرًا ونرسم به ملامح مستقبل أكثر إشراقًا .. الأدب والتاريخ متلازمان ، ونحن في جمعية حبر الشعراء والكتّاب نؤمن أن الحرف هو امتدادٌ للبطولة ، وأن الكلمة سيفٌ نُحسن حمله كما أحسن أجدادنا حمل سيوفهم .
نائب الرئيس .. احتفاءٌ بالهوية
من جانبه ، تحدّث نائب رئيس الجمعية البروفيسور مجدي عيد الأحمدي عن دور الأدب والثقافة في تعزيز الهوية الوطنية ، قائلاً :
هذه الليلة ليست مجرد احتفاء بيوم التأسيس ، بل هي احتفاءٌ بكل ما يُمثّله هذا اليوم من معانٍ سامية .
نحن هنا لنقول إن الحرف لم يكن يومًا بعيدًا عن البطولة ، وإن القلم شقيق السيف في بناء الأمم .
مجلس الإدارة.. كلماتٌ من القلب
كما علّق الدكتور لافي الشويهر – عضو مجلس إدارة الجمعية – على هذه المناسبة قائلاً :
نحن لا نستعيد التاريخ ، بل نعيش فيه وبه .. الأدب هو صوت الأمّة ، ومثل هذه الفعاليات تُعيد للحرف مكانته ، فيكون شاهدًا كما كان السيف يوم التأسيس .
أما الدكتورة حسناء الشهري -الأديبة وعضو مجلس الإدارة- فقد عبّرت عن اعتزازها بهذه الفعالية قائلةً :
الهوية تُصاغ بالكلمات كما تُنقش بالأفعال ، ويوم التأسيس هو مناسبةٌ لنؤكد أن الأدب كان وما زال جسرًا بين الماضي والمستقبل .
وفي سياقٍ مماثل ، قال الشاعر إبراهيم عوده العطوي عضو مجلس الإدارة :
ما أجمل أن يجتمع الشعر والتاريخ في ليلةٍ واحدة ، ليكونا شاهدين على مجدٍ لا يبهت .. هذا المساء ، نكتب للتاريخ كما كتب أجدادنا ببطولاتهم .
شهادات الأعضاء .. حين تنبض الحروف بحب الوطن
تنوّعت مداخلات أعضاء الجمعية ، حيث شاركوا بنصوص شعرية ونثرية تجسد معاني الفخر والاعتزاز بيوم التأسيس ، وكان لكل واحد منهم بصمته الخاصة :
المهندس الشاعر محمد فرج العطوي قال :
“للكلمة سطوة ، وللتاريخ مجد ، وحين يلتقيان في محفل كهذا ، يتردد صدى الوطن في كل حرف ، وكل بيت شعر هو راية ترفرف في سماء المجد .
أما المهندس الشاعر إبراهيم عطاالله العنزي فقد علّق قائلاً :
في يوم التأسيس لا نكتب فقط ، بل نُجسّد المعاني العميقة للحب والانتماء .. هذا الوطن ليس مجرد أرض ، بل هو نبضٌ في قلوبنا وأرواحنا .
الكاتبة صبحاء القويعاني قالت :
التاريخ ليس مجرد أحداث تُروى ، بل هو إحساسٌ يُعاش، ونحن هنا نُعيد صياغته بالحروف ، لنحفظ مجد الأجداد في ذاكرة الأجيال .
الشاعر سلطان سعود العنزي عبّر عن مشاعره قائلاً :
كل قصيدة تُقال ، وكل كلمة تُكتب ، ليست إلا امتدادًا لصوت الوطن ، فالحرف حين يصدح بالانتماء ، يصبح وثيقة حب أبدية .
أما الشاعرة خضراء الحويطي فقالت :
في هذا المساء ، نُضيء قناديل الفخر بالكلمات ، نُحاكي الماضي بلغة الحاضر ، ونُهدي الوطن ما يستحقه من حب واعتزاز .
كلمة المدير التنفيذي .. حين يُسطّر الحرف مجد الوطن
أما الأديب حاتم منصور – المؤسس والمدير التنفيذي للجمعية- فقد اختار أن يكون صوته قصيدةً ، سطّر فيها مشاعره تجاه يوم التأسيس ، حيث ألقى على مسامع الحضور أبياتًا استلهمت قوة البدايات وروعة الامتداد ، جاء فيها :
وَتَأَلَّقَتْ دُنْيَا وَسَارَتْ ضَاوِيهْ
الفَجْرُ أَرْضَكِ يَا عَرُوسَ البَادِيَه
وَتَفْتَحَ التَّارِيخُ يَرْوِي مَجْدَهُ
مِنْ رَاحَتَيْكِ بِمَلْحَمَاتٍ غَالِيهْ
لِلَّهِ يَا عَبْدُالعَزِيزِ أَغَارَةٌ
جَابَتْ رُبُوعُ العِزِّ حَرْبًا دَامِيَه
سَطَّرَتَ يَا مَلكِي بِحَدِّ سُيُوفِكُمْ
صَرْحًا تُبَارِكُهُ اَلسَّمَاءُ اَلْعَالِيَه
وَسُعُودُ ذَا عَزْمُ المُؤَسِّسِ شِبْلُهُ
قَامَتْ بِهِ لِلْعَدْلِ رَايَةُ حَامِيه
وَأَتَاكَ فَيْصَلُ وَالعَدَالَةُ دَرْبَهُ
لَهُ قَبْضَةٌ لِلْمُفْسِدِينَ قَاضِيه
أَوْ خَالِدُ الوَطَنُ الحَبِيبِ حَبِيبُهُ
نَبَتَتْ كُفُوفُ الخَيْرِ مِنْهُ دَانِيَه
فَأتَاكَ فَهْدٌ بِالرَّخَاءِ لِشَعْبِهِ
طَابَتْ بِهِ الأَعْوَامُ تَهْفُو وَافِيَه
عَهْدٌ لَعَبَدَاَللَّهِ طُهّرُ عَمِيقَهِ
طَابَتْ لَهُ الأَحْكَامُ رُوحًا صَافِيَه
ثُمَّ اسْتَدَارَ اَلدَّهْرُ صَوْبَ مَلِيكِنَا
سَلْمَانُ سَيْفُ اَلْمَجْدِ رُوحٌ حَانِيَه
حَكْمَ البِلَادَ بِعِزَّةٍ وَصَرَامَةٍ
وَغَدَا لِوَحْدَتِهَا السَّنَادَ اَلنَّامِيَه
وَابْنُ المَلِيكِ مُحَمَّدٌ مِنْ نَبْعِهِ
فِي عَزْمِهِ عِزٌّ وَرُؤْيَا بَانِيَه
رَفَعَ اَللِّوَاءَ بِهِ اَلسَّمَاءُ تَزَيَّنَتْ
وَتَرَاقَصَتْ فِي مَجْدِهَا أَوطَانِيَهْ
تَأْسِيسُنَا هَذَا الذِي شَيَّدْتُمُ
كَالشَّمْسِ تَسْطَعُ فِي اَلدُّجَى مُتَسَامِيَه
ختام الأمسية .. حين يلتقي الأدب بالتاريخ
في ختام الفعالية ، عبّر الحضور عن إعجابهم بهذا اللقاء الأدبي الفريد ، الذي لم يكن مجرد احتفاء بيوم التأسيس ، بل كان تجسيدًا حيًا لارتباط الأدب بالتاريخ ، في ليلةٍ حُفرت في ذاكرة الحروف والمكان .
من جهته ، قال أحد الحضور :
هذه الأمسية لم تكن مجرد فعالية ، بل كانت تجربة شعورية عميقة .. تفاعل الأدب مع التاريخ ، ولامست الكلمات قلوبنا كما تلامس راية الوطن سماءه .
أما أحد الأدباء المشاركين فقد علّق قائلاً :
حبر التأسيس لم يكن مجرد أمسية ، بل كان لوحة وطنية مكتوبة بالحرف ، ممزوجة بالفخر ، وممتدة بين الماضي والحاضر والمستقبل .
بهذه الليلة الاستثنائية ، أثبتت جمعية حبر الشعراء والكتّاب أن الأدب هو الذاكرة الحيّة للأوطان ، وأن الكلمات حين تُكتب بحب ، تبقى خالدة في وجدان الشعوب .
“فيديو “