المواسم تمضي .. لكن أثرها يبقى



منور خليفة الطويلعي

تمضي الأيام وتتوالى الفصول، ينقضي رمضان ببركته، ويأتي العيد بفرحته، ثم يرحل الشتاء بمطره ودفئ لحظاته، لكن كل هذه المواسم لا تذهب بلا أثر، بل تترك بصماتها العميقة في قلوبنا، تبقى كذكرى حية، تُعيد نفسها كلما لامست أرواحنا نسائمها من جديد.

أثر المواسم في القلب
ليست الأيام وحدها من تصنع الذكريات، بل ما نعيشه فيها من مشاعر وأحداث يجعلها خالدة في النفس. رمضان بروحانيته يعيد ترتيب القلوب، ويغرس فينا قيماً لا تذبل مهما مر الزمان، والعيد يجمعنا بأحبابنا، فنشعر أن الفرح يزداد حين نتشاركه. أما الشتاء، فبرغم رحيله، إلا أن لياليه الطويلة وأمسياته الدافئة تظل محفورة في الوجدان، نشتاق إليها مع أولى نسمات البرد.

المواسم تتجدد وإن رحلت
على الرغم من رحيلها، إلا أن هذه المواسم لا تختفي من حياتنا تمامًا، بل تتجدد عامًا بعد عام، وتأتي بأمل جديد وذكريات تُضاف إلى أرشيف المشاعر في القلب. نحن لا نودعها بقدر ما ننتظرها بشوق، نعلم أنها ستعود، فتُعيد إلينا لحظات عشناها ونرغب في تكرارها.

الذكريات التي لا تنتهي
ليست كل لحظة عابرة تُنسى، فبعضها يبقى حيًا في دواخلنا، يزورنا بين الحين والآخر، يتجدد مع موقف يشبهه أو حديث يذكّرنا به. هكذا هي الذكريات التي تصنعها المواسم، تحيا فينا حتى وإن مضت، لأنها لم تكن مجرد أيام عشناها، بل لحظات سكنت قلوبنا قبل أن نعيشها.

تمضي الأيام، لكن الأثر يبقى .. والمواسم تتغير، لكن الذكريات لا تموت.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مواضيع ذات صلة بـ المواسم تمضي .. لكن أثرها يبقى

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات