حوار خاص لـ صحيفة الراية: “مع صانعة الأثر” الأميرة أضواء.. قيادة تنبض بالرحمة وتُلهم أجيال العطاء”



منيرة الجهني :

عندما يتحول العطاء إلى سلوك متجذّر، ويتجسد الخير في قلبٍ نابض بالحكمة والرحمة، نكون أمام شخصية من طرازٍ فريد، صنعت الفارق، وألهمت الأجيال.

إنها صاحبة السمو الملكي الدكتورة الأميرة أضواء بنت فهد بن سعد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، رئيسة جمعية “أضواء الخير الاجتماعية”، التي لم تكتفِ بتسطير اسمها في صفحات العمل الخيري، بل حولته إلى تجربة حيّة تُروى، ومسيرة ممتدة يتردد صداها في ساحات الوطن، من الحرم المكي الشريف إلى منصات تمكين ذوي الإعاقة، ومن آفاق التطوع إلى بناء أجيال تؤمن بالعطاء كرسالة.

في هذا الحوار الحصري لـ صحيفة الراية الإلكترونية، نقترب من قلبها النابض بالمحبة، ونستعرض معها محطات من العزيمة، ومشاريع تحاكي الطموح، وتفاصيل مشوار لا يعرف المستحيل.

 

. صاحبة السمو، عايشنا عبر مبادراتكم في الحرم المكي ملامح الرحمة والإنسانية في أبهى صورها. ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال العمل التطوعي، وكيف واجهتموها؟

الحمد لله رب العالمين، وبتوفيقٍ من الله، ثم بدعم قيادتنا الرشيدة ورؤية سمو ولي العهد – حفظه الله – تجاوزنا التحديات كافة. لم نرَ ما يعوقنا سوى ضرورة امتلاك العزيمة والإصرار. رغم أن ساعات العمل الرسمية كانت خمس ساعات فقط، إلا أن تواجدنا الميداني الممتد من الخامسة مساءً وحتى الثالثة فجرًا، عكس حجم التحدي والانضباط، وأثبت مدى التزامنا بتحقيق الأهداف السامية.

. من وجهة نظركم، كيف يسهم العمل الخيري في تعزيز المواطنة وترسيخ قيم التكافل والتراحم داخل المجتمع؟

كل مبادرة أطلقناها كانت لبنة في جدار التكاتف المجتمعي. ومع مرور الوقت، أصبحت جمعية “أضواء الخير” عائلة كبيرة، يكبر معها الأمل، ويترسخ فيها مبدأ العطاء والعمل بروح الفريق الواحد.

. رؤية المملكة 2030 تطمح إلى بلوغ مليون متطوع سنويًا. كيف تنظرون إلى هذا الهدف؟ وما دور جمعيتكم في تحقيقه؟

رؤية المملكة 2030 انطلقت كحُلم، واليوم في 2025 – ولله الحمد – تجاوزنا المليون متطوع، بفضل دعم القيادة الرشيدة وعلى رأسها سمو ولي العهد – حفظه الله. وقد كان لجمعيتنا شرف المساهمة من خلال تواجدنا في مكة المكرمة، حيث خدمنا ضيوف الرحمن بكل فخر، ضمن صفوف المتطوعين.

. أنتم من الداعمين البارزين لفئة ذوي الإعاقة. ما أبرز المبادرات الحالية التي تعملون عليها في هذا المجال؟

أطلقت الجمعية “مبادرة التمكين” التي نجحت في تحويل المستفيدين من دائرة الاحتياج إلى مجالات الإنتاج، ونلنا عنها “جائزة التمكين”. كما أن نجاح أبنائنا في رياضات مثل السباحة، ورفع الأثقال، والبوتشي، بالتعاون مع نادي ذوي الإعاقة بالرياض، شكّل دافعًا لنا لإنشاء نادي “أضواء الخير” الرياضي، يبدأ من سن السادسة، ونطمح أن يمثلنا هذا الجيل في 2034 بإذن الله.

. رغم العارض الصحي، واصلتم العطاء بلا توقف. ما سرّ هذا الإصرار؟

إيماني بالله أولًا، ثم دعم عائلتي المستمر، ومحبة أمهاتي المسنات وأطفالي الأيتام وأصدقائي من أطفال السرطان. كل هؤلاء كانوا مصدرًا لقوتي، ومنهم استمددت الصبر والعزيمة على الاستمرار.

. بصفتكم من أبرز القيادات النسائية في القطاع الخيري، ما أبرز الخطط المستقبلية؟ وهل من مبادرات نوعية قادمة؟

جمعية أضواء الخير تعمل بلا انقطاع، ونعكف حاليًا على التخطيط لموسم الحج المقبل، لضمان تقديم أفضل الخدمات والرعاية لضيوف الرحمن، بما يعكس التميز الذي نطمح إليه.

. كلمة ختامية لصحيفة الراية وقرّائها، خصوصًا فئة الشباب الطامح للمشاركة في العمل الخيري؟

أشكر صحيفة الراية على اهتمامها وحرصها على تسليط الضوء على المبادرات المجتمعية. وأقول لشباب وشابات الوطن: أنتم الأمل، أنتم من تصنعون الفرق، وبهِمّتكم يبقى وطننا في المقدمة.

ختامًا، حين تجتمع الحكمة والرحمة، والإيمان بالفعل قبل القول، يتجلى النموذج الحقيقي للقيادة الإنسانية في شخصية سمو الأميرة أضواء.

لقد منحتنا هذه السطور أكثر من مجرد لقاء صحفي، بل نافذة مفتوحة على قلبٍ كبير وعقلٍ مخطط وروحٍ ملهمة. من أروقة الحرم المكي إلى صالات الرياضة لذوي الإعاقة، ومن مبادرات التمكين إلى ساحات العطاء، تسير سموها بخطى واثقة، تغرس الأمل وتنثر القيم.

صحيفة الراية الإلكترونية تتقدم بوافر الشكر والتقدير لسموها الكريم، داعين الله أن يبارك في جهودها، ويجعلها نورًا يهتدي به الساعون في دروب الخير.