الأنشطة الثقافية غير الصفية رافعة الإبداع وصناعة التغيير المجتمعي
مريم عبدالله الفدا
تعد الأنشطة غير الصفية الثقافية ركيزةً أساسية في بناء الشخصية المتكاملة للطلبة، حيث تُسهم في صناعة التغيير المجتمعي عبر تنمية المواهب، وصقل المهارات، وتعزيز الثقة بالنفس، وتعزيز الهوية الوطنية، وتُظهر الدراسات والأبحاث أن هذه الأنشطة ليست مجرد وسائل ترفيهية، بل أدوات استراتيجية لمواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية، وهي من أبرز الأنشطة وأسرعها تأثيراً على الطلبة لما تزخر به من جمالية في الحوار، وهي وسيلة فعالة في تنمية الشخصية الإبداعية والفكرية والأدبية، والتي تساعد على اكتساب المهارات المختلفة لما لها من قدرة على إبراز ما يكمن في نفوسهم من مواهب ثقافية وأدبية متعددة من جهة، وللمساهمة في رفع مستوى التحصيل الدراسي ونواتج التعلم من جهةٍ أخرى، كما تُعَدُّ مدخلاً لتحقيق رؤية المملكة 2030.
صناعة التغيير من خلال الأنشطة الثقافية غير الصفية
تعمل الأنشطة غير الصفية على الربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما يُسهِم في تغيير السلوكيات وبناء قيم إيجابية.
ففي الأنشطة المدرسية غير الصفية تُعزَّز مفاهيم المواطنة والتعاون، وتُركِّز على القيم الدينية والأخلاقية والهوية الوطنية، كما تُسهم هذه الأنشطة في تشكيل وعي الطلبة بقدرتهم على التأثير في المجتمع، من خلال مشاركتهم في مبادرات تطوعية أو قيادية تُعزِّز الشعور بالمسؤولية، ويعد كل ذلك تغييراً منشوداً ومأمولاً لحيوية المجتمع.
تنمية المواهب والقدرات وتعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات
تكشف الأنشطة غير الصفية عن المواهب الكامنة لدى الطلبة عبر توفير مساحات للإبداع خارج إطار المنهج الدراسي، كما ترتبط المشاركة في الأنشطة غير الصفية بتحسين الصورة الذاتية للطلبة خاصةً عند ممارسة الأنشطة التطوعية التي تعزز الشعور بالتأثير الإيجابي والمسؤولية والمشاركة.
ولمواجهة أي تحديات قد تواجه تنفيذ تلك البرامج بشكلٍ عام والثقافية بشكلٍ خاص يوصى بدمج الأنشطة غير الصفية في المناهج التعليمية، كجزء من استراتيجيات التعليم المتمايز، وتأهيل الكوادر التعليمية لتصميم برامج تلبي الاحتياجات المتنوعة للطلبة، وتعزيز الشراكة بين المدارس والمجتمع لإنشاء مساحات آمنة للإبداع.
الأنشطة الثقافية غير الصفية وصناعة التغيير
ختامًا، الأنشطة غير الصفية الثقافية تلعب دورًا حيويًا في دفع التغيير على مستويات مختلفة، سواء على الصعيد الفردي أو المجتمعي أو المؤسسي، ومن الضروري الاهتمام بها وربطها بالسياق التعليمي والتربوي.




شكرا أستاذ مريم على المقال الذي يؤكد أهمية الأنشطة اللاصفية في التغيير الإيجابي ، قلم يعتد به وخبرة ناضجة في هذا المجال شكرا لكِ ولصحيفة الرياض على اختيارك للكتابة حول موضوع أنتِ من خيرة من يكتب فيه 👍
مقال ثري يبرز دور الأنشطة غير الصفية في غرس القيم وبناء الوعي المجتمعي لدى الطلبة.
فهي وسيلة فعالة لصناعة التغيير الإيجابي عبر تفعيل الجوانب السلوكية والوطنية عمليًا خارج الصف